ورؤيا بختنصر التي فسرها دانيال في ذهاب ملكه، ورؤيا كسرى في ظهور النبي صلّى الله عليه وسلّم ومنام عاتكة عمة النبي صلّى الله عليه وسلّم في أمره، وهي كافرة؟! والجواب: أن الكافر والفاجر والفاسق والكاذب، وإن صدقت رؤياهم في بعض الأحيان، لا تكون من الوحي، ولا من النبوة؛ إذ ليس كل من صدق في حديث عن غيب يكون خبره ذلك نبوة، ومن المعلوم: أن الكاهن وغيره قد يخبر بكلمة الحق، فيصدق، لكن ذلك على الندور، والقلة، فكذلك رؤيا هؤلاء، قال المهلب: وإنما ترجم البخاري:
(باب رؤيا أهل السجن) لجواز أن تكون رؤيا أهل الشرك رؤيا صادقة، كما كانت رؤيا الفتيين صادقة، إلا أنه لا يجوز أن تضاف إلى النبوة إضافة رؤيا المؤمن إليها؛ إذ ليس كل ما يصح له تأويل من الرؤيا حقيقة يكون جزءا من النبوة. انتهى.
{أَرى}: مضارع مرفوع إلخ، والفاعل مستتر تقديره:«أنا». {سَبْعَ}: مفعول به، وهو مضاف، و {بَقَراتٍ}: مضاف إليه، {سِمانٍ}: صفة: {بَقَراتٍ،} ويجوز في غير القرآن نصبه على اعتباره نعتا ل {سَبْعَ،} وكذا {خُضْرٍ،} على حد قوله تعالى: {خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً} ولكنه لم يقرأ به. {يَأْكُلُهُنَّ}: مضارع، والهاء مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {سَبْعَ}:
فاعل. {عِجافٌ}: صفة: {سَبْعَ،} والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية ل {بَقَراتٍ،} أو في محل نصب حال منها بعد وصفها بما تقدم، وإن اعتبرت الجملة في محل نصب مفعول به ثان ل {أَرى،} فلست مفندا؛ لأنها حلمية، انظر ما ذكرته في الآية رقم [٣٦]. وجملة:{أَرى..}. إلخ في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية:{إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:
(قال...) إلخ معطوفة على ما قبلها أو هي مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين. (سبع):
معطوف على مثله، وهو مضاف، و {سُنْبُلاتٍ}: مضاف إليه. {خُضْرٍ}: صفة: {سُنْبُلاتٍ}.
{وَأُخَرَ}: معطوف على (سبع). {يابِساتٍ}: صفة (أخر) منصوب مثله، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {يا أَيُّهَا}: (يا): حرف نداء ينوب مناب أدعو. (أيها):
(أي): نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء، و (ها): حرف تنبيه لا محل له، وأقحم للتوكيد، وهو عوض عن المضاف إليه. {الْمَلَأُ}: بدل من (أي)، أو عطف بيان عليه، وانظر الآية رقم [٨٨] الآتية. {أَفْتُونِي}: أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {فِي رُءْيايَ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية، والجملة الندائية كلتاهما في محل نصب مقول القول. {سِمانٍ}: حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ}: ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {لِلرُّءْيا}: متعلقان بالفعل بعدهما، واللام هي لام التقوية، أي: زائدة، وعليه ف (الرؤيا): مفعول به مقدم، فهو مجرور لفظا منصوب محلاّ،