للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيجازي عليها. {وَسَيَعْلَمُ الْكُفّارُ}: يقرأ بالجمع على أن المراد بهم جماعة المستهزءين بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، وهم خمسة نفر من كفار مكة، ويقرأ بالإفراد على أن المراد به أبو جهل الخبيث. {لِمَنْ عُقْبَى الدّارِ} أي: العاقبة المحمودة، فلا ريب أن المحمودة للمؤمنين، والمذمومة في الدنيا والآخرة للمشركين حين يدخلون جهنم، وبئس المصير.

هذا؛ والفعل {يَعْلَمُ} من المعرفة، لا من العلم اليقيني، والفرق بينهما: أن المعرفة تكتفي بمفعول واحد، قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]

لعلم عرفان، وظنّ تهمه... تعدية لواحد ملتزمه

بخلافه من العلم اليقيني، فإنه ينصب مفعولين، أصلهما مبتدأ وخبر، وأيضا فالمعرفة تستدعي سبق جهل، وأن متعلقها الذوات، دون النسب، بخلاف العلم، فإن متعلقه المعاني والنسب، وتفصيل ذلك: أنك إذا قلت: عرفت زيدا، فالمعنى أنك عرفت ذاته، ولم ترد أنك عرفت وصفا من أوصافه، فإذا أردت هذا المعنى لم يتجاوز مفعولا؛ لأن العلم والمعرفة تناول الشيء نفسه، ولم يقصد إلى غير ذلك، وإذا قلت: علمت زيدا قائما، لم يكن المقصود: أن العلم تناول نفس زيد فحسب، وإنما المعنى أن العلم تناول كون زيد موصوفا بهذه الصفة.

الإعراب: {وَقَدْ}: الواو: حرف استئناف. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.

{مَكَرَ}: ماض. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. {مِنْ قَبْلِهِمْ}:

متعلقان بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها، واعتبارها حالا من واو الجماعة فيه بعد. {فَلِلّهِ}: الفاء: هي الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدر. (لله): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْمَكْرُ}: مبتدأ مؤخر.

{جَمِيعاً}: حال من {الْمَكْرُ} إذ المراد أنواع المكر، وفي مجيء الحال من المبتدأ خلاف، والجملة الاسمية (لله...) إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط مقدر ب‍ «إذا» التقدير: وإذا كان قد حصل ذلك منهم فلله... إلخ، والكلام مستأنف لا محل له. {يَعْلَمُ}: مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية بعدها صلتها أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: يعلم الذي، أو شيئا تكسبه كل نفس، وعلى الثالث تؤول {ما} مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب مفعول به، التقدير: يعلم كسب كل نفس، وجملة: {يَعْلَمُ..}. إلخ في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: رجوع الفاعل إليها، والاستئناف ممكن، وفيها معنى التفسير لمكر الله تعالى. {وَسَيَعْلَمُ الْكُفّارُ}: الواو: حرف استئناف. السين: حرف استقبال. {وَسَيَعْلَمُ الْكُفّارُ}: مضارع وفاعله. {لِمَنْ}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و (من) اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام وهو معلق للفعل قبله عن العمل لفظا. {عُقْبَى}: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر،

<<  <  ج: ص:  >  >>