للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمتعذر، أو متعسر، فإن الله قادر لذاته لا اختصاص له بمقدور دون مقدور، ومن كان هذا شأنه كان جديرا بأن يؤمن به ويعبد، رجاء لثوابه، وخوفا من عقابه، {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨ و ٨٩].

الإعراب: {أَلَمْ} الهمزة: حرف استفهام، وتقرير. (لم): حرف نفي وقلب وجزم. {تَرَ:}

مضارع مجزوم ب‍ (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهِ:}

اسمها. {خَلَقَ:} ماض، وفاعله يعود إلى الله. {السَّماواتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. {وَالْأَرْضَ:} معطوف على ما قبله. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بالفعل خلق، أو هما متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: خلقا ملتبسا بالحق، وجملة: {خَلَقَ..}. إلخ في محل رفع خبر {أَنَّ،} وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {تَرَ،} والجملة الفعلية: {أَلَمْ تَرَ..}.

إلخ مستأنفة، لا محل لها. {أَنَّ:} حرف شرط جازم. {يَشَأْ:} مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} ومفعوله محذوف، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {يُذْهِبْكُمْ:} مضارع جواب الشرط، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} والكاف مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍: «إذا» الفجائية، و {أَنَّ} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. (يأت): مضارع معطوف على جواب الشرط مجزوم مثله، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى الله. {بِخَلْقٍ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به.

{جَدِيدٍ:} صفة خلق، هذا؛ ويجوز في العربية نصب (يأت) ورفعه، وهذا على القاعدة: «إذا عطف مضارع بالواو، أو بالفاء على جواب الشرط يجوز رفعه ونصبه وجزمه». قال ابن مالك رحمه الله تعالى: [الرجز]

والفعل من بعد الجزا إن يقترن... بالفا، أو الواو بتثليث قمن

ولم أجد من قرأ بنصب الفعل، أو جزمه، وقد قرئ بالرفع والنصب والجزم في الآية رقم [٢٨٤] من سورة (البقرة). {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسمها، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بما بعدهما. {بِعَزِيزٍ:} الباء: حرف جر صلة.

(عزيز): خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وإن اعتبرت (ما) مهملة فالباء زائدة في خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَما ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وقيل: معطوفة على ما قبلها، أو في محل نصب حال، ولا وجه له البتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>