كانوا يسألون المسالمة، والهدنة، ويعدون الرسول صلّى الله عليه وسلّم بالإسلام، فأعلمه الله: أنّهم لن يرضوا عنه حتى يتّبع ملتهم، وأمره بجهادهم.
الإعراب: {وَلَنْ:} الواو: حرف استئناف. ({لَنْ}): حرف نفي، ونصب، واستقبال.
{تَرْضى:} فعل مضارع منصوب ب ({لَنْ}) علامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {عَنْكَ:}
جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْيَهُودُ:} فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.
{وَلا:} الواو: حرف عطف. ({لا}): زائدة لتأكيد النفي. {النَّصارى:} معطوف على:
{الْيَهُودُ} مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذّر. {حَتّى:} حرف غاية وجر؛ بعدها «أن» مضمرة. {تَتَّبِعَ:} فعل مضارع منصوب ب «أن» المضمرة بعد حتّى، والفاعل تقديره:
أنت، و «أن» المضمرة، والفعل: {تَتَّبِعَ} في تأويل مصدر في محل جر ب {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {تَرْضى}. {مِلَّتَهُمْ} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة.
{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هُدَى:}
اسمها منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، و {هُدَى} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْهُدى:} خبره مرفوع.. ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.
هذا؛ ويجوز اعتبار الضمير توكيدا لاسم {إِنَّ} على المحل كما يجوز اعتباره ضمير فصل، وعليهما فخبر {إِنَّ} هو {الْهُدى،} وجملة: {قُلْ..}. مستأنفة، أو مبتدأة لا محل لها.
{وَلَئِنِ} الواو حرف استئناف، واللام موطئة لقسم محذوف. (إن): حرف شرط جازم.
{اِتَّبَعْتَ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي.
{أَهْواءَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. و {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، و {بَعْدَ} مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
{جاءَكَ:} فعل ماض، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى {الَّذِي} وهو العائد، والجملة صلة الموصول لا محل لها. {مِنَ الْعِلْمِ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر العائد إلى الموصول، و {مِنَ} بيان لما أبهم فيه. {ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ:} انظر إعراب هذه الكلمات في الآية رقم [١٠٧] وهي هنا جملة اسمية لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المدلول عليه باللام، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه على القاعدة: «إذا اجتمع شرط وقسم، فالجواب للسّابق منهما». قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم
والكلام: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ..}. مستأنف لا محل له.