للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هم الأصهار. وقيل: هم الأعوان والأنصار. وقيل: هم الخدم، والحشم. وقيل: هم الربائب أولاد الزوجات، والمعتمد الأول، وهو ما قاله الأزهري، وهو مروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وهو ظاهر نصّ القرآن الكريم، حيث جعل الحفدة، والبنين من النساء.

وقال ابن العربي: الأظهر عندي في قوله تعالى: {بَنِينَ وَحَفَدَةً} أن البنين أولاد الرجل لصلبه، والحفدة أولاد ولده، وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا. هذا؛ والحافد: المسرع في الخدمة، المسارع إلى الطاعة ومنه قولك في الدّعاء: «وإليك نسعى ونحفد» أي: نسرع إلى طاعتك.

تنبيه: الحفدة الذين يكون الاعتزاز بهم هم أبناء الأبناء، بخلاف أبناء البنات؛ لأن أبناء الأبناء هم عصبة الجد، بخلاف أبناء البنات فإنّهم أرحام، وينسب للفرزدق قوله: [الطويل]

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا... بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد

{وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ} أي: النعم التي أنعم الله عليكم بها من أنواع الثمار، والحبوب، والأنعام، والأشربة المستطابة الحلال من ذلك كله. {أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ} أي: بالأصنام يؤمّلون أن تنفعهم، أو الباطل هو ما يحرمونه من الحلال، كالبحيرة، والسائبة ونحو ذلك، وما يحلونه من الحرام، وهو أكل الميتة، ونحو ذلك مما يزينه الشيطان لهم. {وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ:}

يجحدون نعم الله عليهم، ويضيفونها إلى الأصنام؛ التي لا تضر، ولا تنفع.

هذا؛ و «باطل» بمعنى: فاسد، وهو ضد الحق، والبطلان عبارة عن عدم الشيء، إما بعدم ذاته، أو بعدم فائدته، ونفعه. هذا؛ وبطل من باب: دخل، والبطل-بفتحتين: الشجاع. والبطل -بضم فسكون-: الباطل والكذب، والبطالة التعطل والتفرغ عن العمل، ويجمع باطل على أباطيل شذوذا، كما شذ: أحاديث، وأعاريض، وأفاظيع في جمع حديث، وعريض، وفظيع.

هذا؛ وأزواج جمع: زوج، وهو يطلق على الذكر، والأنثى، والقرينة تبين الذكر من الأنثى، وقد يقال للمرأة زوجة، والكلام في: {أَفَبِالْباطِلِ} مثله في: {أَفَمَنْ} و {أَفَلا} في الآية رقم [١٧]، ولا تنس: الالتفات من الخطاب إلى الغيبة. وانظر الآية رقم [٢٢].

الإعراب: (الله): مبتدأ. {جَعَلَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الله). {لَكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ أَنْفُسِكُمْ:} متعلقان به أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف حال من أزواجا على مثال ما رأيت في الآية رقم [٦٦] {أَزْواجاً:} مفعول به، وجملة: {جَعَلَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَاللهُ} إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا، وجملة:

{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ} معطوفة على ما قبلها، وإعرابها كإعرابها. {وَحَفَدَةً:}

معطوف على ما قبله. (رزقكم): ماض، والكاف مفعول به أول، والفاعل يعود إلى (الله). {مِنَ الطَّيِّباتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والمفعول الثاني: محذوف، التقدير: رزقكم من الطيبات ما تشتهون، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها. {أَفَبِالْباطِلِ:} الهمزة:

<<  <  ج: ص:  >  >>