للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام-: الرزق على الإمامة، فنبهه الله على أنّ الرزق رحمة دنيوية شاملة للمؤمن، والكافر، والبرّ، والفاجر بخلاف الإمامة. فإنّها خاصّة بالخواص من المؤمنين، ولذا قال تعالى: {وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً} أي: وأرزق من كفر أيضا، كما أرزق المؤمن، والمعنى: أأخلق خلقا، ثمّ لا أرزقهم؟! أما الكافر فأمتعه في الدّنيا متاعا قليلا، وذلك مدّة حياته فيها. {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النّارِ:} ثم ألجئه في الآخرة، وأسوقه إلى عذاب النّار، فلا يجد عنها محيصا، ولا مهربا، والمضطر: هو الذي لا يملك لنفسه الامتناع ممّا اضطر إليه. {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ:} وبئس المآل، والمرجع للكافر أن يكون مأواه نار جهنم. قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} الآية رقم [٤٨] من سورة (الحج)، وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه؛ لم يفلته»، ثم قرأ قوله تعالى: {وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} رقم [١٠٢] من سورة (هود). رواه أبو موسى الأشعري-رضي الله عنه-والظالم قد يكون من المسلمين، كما ذكرته لك مرارا، وقد يكون أخبث من الكافر، وأشدّ مكرا، وخداعا.

الإعراب: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ:} هذا الكلام معطوف على مثله في الآية رقم [١٢٤] وجملة:

{قالَ إِبْراهِيمُ:} في محل جر بإضافة ({إِذْ}) إليها. {رَبِّ} منادى حذف منه حرف النداء منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف... والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، وانظر {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٥٤] فيجوز في {رَبِّ} ما جاز فيه، والجملة الندائية في محل نصب مقول القول.

{اِجْعَلْ:} فعل دعاء، والفاعل مستتر تقديره: أنت. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به أوّل، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {بَلَداً:} مفعول به ثان، وجملة:

{اِجْعَلْ..}. في محل نصب مقول القول. {وَارْزُقْ:} الواو: حرف عطف. ({اُرْزُقْ}): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: أنت. {أَهْلَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنَ الثَّمَراتِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به ثان، وجملة: ({اُرْزُقْ}): معطوفة على ما قبلها فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {مِنَ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب بدلا من {أَهْلَهُ} بدل بعض من كل. {آمَنَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {مِنَ} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة {مِنَ} لا محل لها.

{مِنْهُمْ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، و ({مِنَ}) بيان لما أبهم في {مِنَ}.

{بِاللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {وَالْيَوْمِ:} معطوف على (الله)، {الْآخِرِ:} صفة اليوم.

{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الله)، {وَمَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف معطوف بالواو العاطفة على قوله: {مَنْ آمَنَ} عطف تلقين،

<<  <  ج: ص:  >  >>