آبائهم. انتهى. وعن أبي الدرداء-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم؛ فحسّنوا أسماءكم». رواه أبو داود، وابن حبان.
{فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ:} قال القرطبي: هذا يقوي قول من قال: (بإمامهم): بكتابهم، ويقويه أيضا قوله تعالى:{وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ} وقوله تعالى: {وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا} فأولئك: الإشارة إلى كل أناس. {يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} أي:
لا ينقصون من أجورهم أدنى شيء، وذكر أصحاب اليمين يدل على أنّ من أوتي كتابه بشماله إذا اطلع على ما فيه غشيهم من الخجل والحيرة ما يحبس ألسنتهم عن القراءة، ولذا لم يذكرهم، مع أن الآية التالية تشعر بذلك، وتشير إليه. هذا؛ والفتيل: هو الخيط الذي في شق نوى التمرة، يضرب به المثل في الحقارة. وقيل: هو ما يحدث بفتل الأصابع من الوسخ، كما يضرب المثل بالقطمير، وهو القشرة التي تحيط بالنواة. والنقير: هو النقرة في ظهر النواة، تنبت منها النخلة، والثلاثة مذكورة في القرآن الكريم. هذا؛ وانظر شرح:{يَوْمَ} في الآية رقم [١٤] وشرح:
{أُناسٍ} في الآية [٦٠] وشرح: (كتاب) في الآية رقم [١] من سورة (الحجر).
الإعراب:{يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بفعل محذوف، تقديره اذكر، أو هو مفعول به لهذا المقدر، أو هو متعلق بفعل محذوف دل عليه:{وَلا يُظْلَمُونَ} وذكر أبو البقاء، أوجها أخر، فيها بعد، وغرابة. {نَدْعُوا:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». كل: مفعول به. هذا؛ ويقرأ: «(يدعى كل)» بالبناء للمجهول ورفع (كلّ) على أنه نائب فاعله، و {كُلَّ:} مضاف، و {أُناسٍ:} مضاف إليه. {بِإِمامِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من:{كُلَّ أُناسٍ} والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{نَدْعُوا..}. إلخ في محل جر بإضافة يوم إليها. {فَمَنْ:} الفاء: حرف استئناف. من:
اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أُوتِيَ:} ماض مبني للمجهول مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، ونائب الفاعل مستتر تقديره:«هو» يعود إلى (من)، وهو المفعول الأول. {كِتابَهُ:} مفعول به ثان، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِيَمِينِهِ:}
متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وقد راعى لفظ (من) هنا، وراعى معناها فيما يلي. {فَأُولئِكَ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له، وجملة:{يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ:} في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين.
هذا؛ وإن اعتبرت:(من) اسما موصولا، فهي مبتدأ، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والجملة الاسمية:{فَأُولئِكَ..}. إلخ خبرها، وزيدت الفاء في خبرها لتحسين اللفظ، ولأن الموصول