للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي نسأله، فقال: لا تقل له: نبي، فإنه إن سمعك؛ صارت له أربعة أعين، فأتيا النبي صلّى الله عليه وسلّم، فسألاه عن تلك الآيات، فقال صلّى الله عليه وسلّم: «لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس التي حرّم الله إلا بالحقّ، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريء إلى سلطان فيقتله، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنة، ولا تفرّوا من الزّحف، وعليكم يا معشر اليهود خاصّة ألاّ تعدوا في السّبت» فقبّلا يديه، ورجليه. وقالا: نشهد أنك نبيّ. قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا: «إن داود دعا الله ألا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود». قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقيل: الآيات بمعنى: المعجزات، والدلالات، وأعتمد هذا، وخذ ما يلي:

قال ابن عباس، والضحاك-رضي الله عنهما-هي: العصا، واليد، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، وانفجار الماء من الحجر، وانفلاق البحر، ونتق الطور على بني إسرائيل.

وقيل: الطوفان، والسنون، ونقص من الثمرات مكان الثلاث الأخيرة، ولا تنس: الطمس على أموالهم، وقد تقدم شرح ذلك مفصلا في سورة (البقرة) و (الأعراف)، و (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

{فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ:} هذا سؤال تبكيت، وتقريع لليهود؛ ليعرفوا صحة ما يقوله محمد صلّى الله عليه وسلّم. وقيل: المعنى: فاسأل يا محمد المؤمنين من بني إسرائيل، وهم: عبد الله بن سلام، وأصحابه عن الآيات ليزدادوا يقينا، وطمأنينة قلب؛ لأن الأدلة إذا تظاهرت؛ كان ذلك أقوى، وأثبت، كقول إبراهيم عليه السّلام {وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}. انتهى. كشاف.

{فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً} أي: ساحرا بغرائب أفعالك. قاله الفراء، وأبو عبيدة، فوضع المفعول موضع الفاعل: وقيل: مخدوعا. وقيل: مغلوبا. قاله مقاتل. وقيل:

غير هذا، بعد هذا انظر قصة موسى مع فرعون بالتفصيل في سورة (الأعراف) وسورة (طه)، وسورة (القصص)، و (الشعراء) وغيرها.

الإعراب: {وَلَقَدْ آتَيْنا} انظر الآية رقم [٤١] {مُوسى:} مفعول به أول منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {تِسْعَ:} مفعول به ثان، و {تِسْعَ} مضاف، و {آياتٍ} مضاف إليه. {تَبَيَّنَتِ:} صفة {آياتٍ} فهو مجرور، أو صفة {تِسْعَ} فهو منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {فَسْئَلْ:} الفاء: حرف عطف على قول من يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأراها الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك واقعا؛ فاسأل. {فَسْئَلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {بَنِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {بَنِي:} مضاف، و {إِسْرائِيلَ:} مضاف إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>