للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى حكاية عن قول شعيب لقومه: {وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي..}. إلخ. والثاني: الضلال، كما في قوله تعالى: {وَإِنَّ الظّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ}. والثالث: الخلاف، كما في قوله تعالى:

{وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما} لأنّ كل واحد من المتشاقين يكون في شقّ غير شقّ صاحبه في ناحية وجهة، قال الشاعر: [الوافر]

وإلاّ فاعلموا أنّا وأنتم... بغاة ما بقينا في شقاق

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ:} وعد من الله لرسوله، وللمؤمنين بالحفظ من كيدهم، والنّصر عليهم.

وقد حقّق الله ما وعد بقتل بعضهم، وإجلاء بعضهم، كما هو معروف، ومسطور. وفي هذا الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، وانظر الالتفات في الآية رقم [١٣١]. وهذا الحرف:

{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ} هو الذي وقع عليه دم عثمان بن عفان-رضي الله عنه-حين قتل بإخبار النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. {السَّمِيعُ:} لأقوالهم. {الْعَلِيمُ:} بأفعالهم، وما في ضمائرهم من الحقد، والحسد، والعداوة، والبغضاء. وهما صيغتا مبالغة.

الإعراب: {فَإِنْ:} الفاء: حرف تفريع عما سبق في الآية قبلها. (إن): حرف شرط جازم.

{آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم في محل جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي.

{بِمِثْلِ:} الباء: حرف جر صلة. مثل: مجرور لفظا، صفة لمصدر محذوف، واقع مفعولا مطلقا، التقدير: فإن آمنوا إيمانا مثل ما... إلخ. وقيل: (مثل) هي الصلة، والتقدير: بما آمنتم به، فعلى الأول (مثل) مضاف، و {ما} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وعلى الثاني فالباء حرف جر، و {ما:} اسم موصول في محل جر بالباء: والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {آمَنْتُمْ بِهِ} صلة الموصول على الوجهين السابقين، وإن اعتبرت {ما} نكرة موصوفة؛ فالجملة صفتها. {فَقَدِ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قد):

حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {اِهْتَدَوْا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور. والدّسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحلّ محلّ المفرد. و (إن) ومدخولها كلام مفرع على ما قبله لا محل له من الإعراب. هذا؛ وزيادة لفظ (مثل) قيل به في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الآية رقم [١١] من سورة الشورى، وبه قيل في قول أوس بن حجر: [المتقارب]

وقتلى كمثل جذوع النّخي‍... ل يغشاهم مطر منهمر

{وَإِنْ:} الواو: حرف عطف. ({إِنْ}): حرف شرط جازم. {تَوَلَّوْا:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة في محل جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة

<<  <  ج: ص:  >  >>