للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رقم [٦٢] من سورة (يوسف) عليه السّلام. {فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ:} أعطنا من عندك. {رَحْمَةً} أي: رحمة من خزائن رحمتك، وجلائل فضلك، وإحسانك، وهب لنا الهداية والنصر على الأعداء. {وَهَيِّئْ لَنا} أي: أصلح لنا، وأصل التهيئة: إحداث هيئة الشيء. وانظر: {لَدُنْكَ:}

في الآية رقم [٨٠] من سورة (الإسراء).

تنبيه: ملخص قصة أصحاب الكهف: أنهم كانوا شبانا من أشراف الروم مردا، وكانوا سبعة على المعتمد، أرادهم الملك دقيانوس على الشرك، وعبادة الأوثان، كما أجبر أهل المدينة على ذلك، ومن لم يستجب له قتله، فخرج هؤلاء الفتية من مدينتهم خائفين على إيمانهم، واسم مدينتهم: أفسوس عند أهل الروم، واسمها عند العرب: طرسوس، وثبت: أنها في بلاد تركيا اليوم، فلما أمرهم الملك بالشرك ذهب كل واحد منهم إلى بيت أبيه، فأخذ منه زادا، ونفقة، وخرجوا فارين هاربين، حتى أووا إلى كهف في جبل قريب من المدينة، فاختفوا فيه، وصاروا يعبدون الله تعالى، ويأكلون، ويشربون، ويبعثون واحدا منهم خفية ليشتري لهم الطعام من المدينة كلما نفذ زادهم، وهم خائفون من اطلاع أهل المدينة عليهم، فيقتلهم دقيانوس لعدم دخولهم في دينه الفاسد، فجلسوا يوما بعد الغروب يتحدثون، فألقى الله عليهم النوم. وحادثة أصحاب الكهف كانت بعد أن مرج أمر أهل الإنجيل من النصارى، وكثرت فيهم الذنوب والمعاصي، وطغت الملوك؛ حتى عبدوا الأصنام، وذبحوا للطواغيت، وبقيت فيهم بقية على دين المسيح الصحيح متمسكون بعبادة الله وتوحيده، ومن أشدهم تمسكا بعبادة الله هؤلاء الفتية.

وفي الآيات التالية تقف على تفصيل هذه الحادثة وشرحها إن شاء الله تعالى. وانظر ما أذكره تبعا للآية رقم [٢١] الآتية.

الإعراب: {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر وقت أوى... إلخ، وابن هشام يعتبره مفعولا به للفعل المقدر، وأجاز أبو البقاء تعليقه ب‍: {عَجَباً،} ولا أجيزه، {أَوَى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {الْفِتْيَةُ:} فاعله. {إِلَى الْكَهْفِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {الْفِتْيَةُ}. التقدير: ملتجئين إلى الكهف، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {فَقالُوا:} الفاء: حرف عطف. (قالوا): ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {رَبَّنا:} منادى حذف منه حرف النداء، و (نا): في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. وانظر إعراب (رب) في الآية رقم [٣٥] من سورة (إبراهيم) عليه الصلاة والسّلام. {آتِنا:} فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، و (نا): مفعول به أول. {مِنْ لَدُنْكَ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب‍: {رَحْمَةً} بعدهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من

<<  <  ج: ص:  >  >>