للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القشيري أبو نصر: والجملة: أن الله تعالى أخبر: أن لإبليس أتباعا، وذرية، وأنهم يوسوسون إلى بني آدم، وهم أعداؤهم، ولا يثبت عندنا كيفية في كيفية التوالد منهم، وحدوث الذرية عن إبليس، فيتوقف الأمر فيه على نقل صحيح.

قال القرطبي-رحمه الله تعالى-الذي ثبت في هذا الباب من الصحيح عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تكن أوّل من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، فبها باض الشيطان، وفرّخ». وهذا يدل على أنّ للشيطان ذرية من صلبه، والله أعلم. انتهى. باختصار السند، أقول: وإذا علمت: أنّ لكل واحد من بني آدم قرينا من الشياطين، كما ذكرته لك مرارا؛ علمت: أنه لا بد من التوالد، وأنهم يموتون كما يموت بنو آدم إلا إبليس اللعين الذي طلب من الله النّظرة، والإمهال كما رأيت مرارا.

وذكر الطبري وغيره: أن مجاهدا قال: ذرية إبليس: الشياطين، وكان يعدّهم: زلنبور صاحب الأسواق، يضع رايته في كل سوق بين السماء والأرض، يجعل تلك الراية على حانوت أول من يفتح، وآخر من يغلق، ويزين اللغو، والحلف الكاذب، ومدح السلع. وبتر، وهو صاحب المصائب، يزين ضرب الوجوه، وشق الجيوب، والدعاء بالويل، والثبور. والأعور صاحب الزنى ينفخ في إحليل الرجل، وعجيزة المرأة. ومطوس صاحب الأخبار الكاذبة، يلقيها في أفواه الناس، فلا يجدون لها أصلا. وداسم وهو الذي إذا دخل الرجل بيته، ولم يسم، ولم يذكر الله دخل معه، وشاركه في مبيته، وطعامه، وشرابه، انظر مشاركة الشيطان لابن آدم في الآية رقم [٦٤] من سورة (الإسراء). والولهان، وهو صاحب الطهارة يوسوس فيها. ومرة، وهو صاحب المزامير، وبه يكنى.

قال ابن عطية: هذا؛ وما جانسه ممّا لم يأت به سند صحيح، ولم يمرّ بي في هذا صحيح إلا ما في كتاب مسلم من أن للصلاة شيطانا يسمى خنزب، وذكر الترمذي: أن للوضوء شيطانا يسمى: الولهان. انتهى. قرطبي.

فعن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ إبليس يضع عرشه على الماء، ثمّ يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة، أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثمّ يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتّى فرّقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت». رواه مسلم.

الإعراب: {وَإِذْ:} الواو: حرف عطف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكر، أو هو مفعول به لهذا المحذوف، فهو مبني على السكون في محل نصب.

{قُلْنا:} فعل، وفاعل. {لِلْمَلائِكَةِ:} متعلقان بما قبلهما. {اُسْجُدُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {لِآدَمَ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة: {قُلْنا..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذ) إليها، وجملة: «اذكر...» إلخ المقدرة

<<  <  ج: ص:  >  >>