وعدهم النصر، والظفر. هذا؛ والغضب: تغير مزاج الإنسان، واحمرار عينيه، وانتفاخ، أوداجه، وهو مذموم إلا إذا كان لله تعالى. وهذا شأن الأنبياء، فكانوا لا يغضبون إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى.
فعن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه، كأنه منذر جيش، يقول:«صبّحكم ومسّاكم». ويقول:«بعثت أنا والسّاعة كهاتين». ويقرن بين إصبعيه: السبابة والوسطى، ويقول:«أمّا بعد فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة». رواه مسلم.
{أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ} أي: مدة مفارقتي لكم. {أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: أردتم أن تفعلوا فعلا تستحقون الغضب من ربكم بسببه، وذلك هو ما بدر منكم، وهو عبادة العجل. {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} أي: ما وعدتموني به من الثبات على الطاعة، والتمسك بعرى الإيمان.
الإعراب:{فَرَجَعَ:} الفاء: حرف استئناف. {فَرَجَعَ مُوسى:} ماض، وفاعله. {إِلى قَوْمِهِ:}
متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {مُوسى،} وهو أقوى، والهاء في محل جر بالإضافة. {غَضْبانَ أَسِفاً:} حالان من {مُوسى،} وجملة: {فَرَجَعَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى {مُوسى}. {يا قَوْمِ:} إعرابه مثل إعراب «رب» في الآية رقم [٣٥] مع ملاحظة حذف أداة النداء هناك، وإثباتها هنا. {أَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَعِدْكُمْ:} مضارع مجزوم ب: (لم)، والكاف مفعول به أول. {رَبُّكُمْ:} فاعل، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَعْداً:} مفعول به ثان، إن كان بمعنى: الموعود، أو هو مفعول مطلق إن كان على ظاهره. {حَسَناً:} صفة {وَعْداً}. {أَفَطالَ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي أيضا. (طال): ماض. {عَلَيْكُمُ:} متعلقان به. {الْعَهْدُ:} فاعله. {أَمْ:} حرف عطف. {أَرَدْتُمْ:} فعل، وفاعل. والمصدر المؤول من {أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ} في محل نصب مفعول به. {مِنْ رَبِّكُمْ:} متعلقان بمحذوف صفة {غَضَبٌ} والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {فَأَخْلَفْتُمْ:} الفاء: حرف عطف وسبب.
(أخلفتم): فعل، وفاعل. {مَوْعِدِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر الميمي لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ والجمل {يا قَوْمِ..}. إلخ كلها في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم.