تنبيه: أما داود فهو ابن إيشا ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب، بن إسحاق، بن إبراهيم الخليل، على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام، هذا؛ وداود من سبط الملوك، وهو سبط يهوذا، أما سبط النبوة، فهو سبط لاوي بن يعقوب، وقد اجتمع الملك، والنبوة له، ولابنه سليمان، ولم يجتمعا لغيرهما من بني إسرائيل. وانظر قصته مع طالوت، وجالوت في الآية رقم [٢٤٦] وما بعدها من سورة (البقرة)، وقد وقعت في عهده حادثة أهل السبت التي رأيت تفصيلها في الآية رقم [١٦٣] وما بعدها من سورة (الأعراف). هذا؛ وعاش داود مئة سنة وبينه وبين موسى خمسمئة وتسع وستون سنة، وقيل: وتسع وسبعون، وعاش سليمان تسعا وخمسين سنة، وبينه وبين مولد نبينا، وحبيبنا-عليه، وعليهم ألف صلاة، وألف سلام-نحو ألف وسبعمئة سنة. انتهى. جمل نقلا من التحبير للسيوطي، وانظر ما ذكرته في الآية [٥٥] من سورة (الإسراء).
الإعراب:{وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ:} معطوفان على نوحا في الآية رقم [٧٦]{إِذْ:} هي مثل نظيرتها في الآية رقم [٧٦]. {يَحْكُمانِ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين فاعله. {فِي الْحَرْثِ:} متعلقان به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها.
{إِذْ:} ظرف متعلق بالفعل قبله. {نَفَشَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث. {غَنَمُ:} فاعله، وهو مضاف، و {الْقَوْمِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {وَكُنّا:} الواو: حرف استئناف. (كنا): ماض ناقص مبني على السكون. و (نا): اسمه. {لِحُكْمِهِمْ:} متعلقان ب {شاهِدِينَ} بعدهما، وانظر جمع الضمير في الشرح. هذا؛ وقرئ: «(لحكمهما)» والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، أو من إضافته لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا، وفي السمين من إضافة المصدر لفاعله ومفعوله دفعة واحدة، وهو إنما يضاف لأحدهما فقط، وفيه الجمع بين الحقيقة والمجاز، فإن الحقيقة إضافة المصدر لفاعله، والمجاز إضافته لمفعوله. {شاهِدِينَ:} خبر (كان) منصوب، وجملة:{وَكُنّا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من ألف الاثنين فالمعنى لا يأباه، ويكون الرابط: الواو والضمير، وهي على تقدير «قد» قبلها. تأمل.
تنبيه: اعتبر ابن هشام في مغنيه اللام في قوله: {لِحُكْمِهِمْ:} لام التقوية، أي زائدة مقوية ل:{شاهِدِينَ؛} لأنه عامل ضعيف مثل قوله تعالى: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}{إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ}{إِنَّ رَبَّكَ فَعّالٌ لِما يُرِيدُ}{مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ}{نَزّاعَةً لِلشَّوى} وأورد قول حاتم الطائي، وقيل: هو قيس بن عاصم المنقري رضي الله عنه: [الطويل]
إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له... أكيلا فإنّي لست آكله وحدى
وعليه فاللام زائدة، و (حكمهم): مفعول به مقدم ل: {شاهِدِينَ} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وهو اللام، وفاعل {شاهِدِينَ} مستتر فيه تقديره: «نحن».