فالعقاب بما لا يتناهى ظلم. والجواب: إن قوله: {أَحْقاباً} لا يقتضي: أنّ له نهاية؛ لأن العرب يعبّرون به، وبنحوه عن الدّوام، ولا ظلم في ذلك؛ لأنّ الكافر كان عازما على الكفر ما دام حيّا، فعوقب دائما، ولم يعاقب بالدائم إلا على دائم، فلم يكن عذابه إلا جزاء وفاقا. انتهى جمل في سورة (هود) [١٠٧].
الإعراب: {خالِدِينَ:} حال مقدّرة من الضمير المجرور في الآية السابقة، وهو عائد على واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة... إلخ، وفاعله مستتر فيه. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان ب {خالِدِينَ،} {لا:} نافية. {يُخَفَّفُ:} فعل مضارع مبني للمجهول.
{عَنْهُمُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْعَذابُ:} نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال أخرى من الضمير المجرور، وهي حال مؤكدة للحال المفردة، والرابط الضمير فقط. وقال أبو البقاء: حال من الضمير المستتر في: {خالِدِينَ} فتكون حالا متداخلة. {وَلا:}
الواو: حرف عطف. ({لا}): نافية. {هُمْ:} مبتدأ. {يُنْظَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَلا هُمْ..}.
إلخ معطوفة على ما قبلها في محل نصب حال أيضا.
هذا؛ وذكرت لك: أنّ {خالِدِينَ} حال مقدّرة؛ إذا الحال بالنسبة للزّمان على ثلاثة أقسام:
حال مقارنة، وهي الغالبة، نحو قوله تعالى حكاية عن قول امرأة إبراهيم-على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً}. وحال مقدرة، وهي المستقبلة، نحو قوله تعالى: {فَادْخُلُوها خالِدِينَ}. ومنها الحال في هذه الآية، كما رأيت. وحال محكيّة، وهي الحال الماضية، نحو جاء زيد أمس راكبا. وهناك الحال الموطئة، وهي التي تذكر توطئة للصفة بعدها بمعنى: أنّ المقصود الصفة، وهذا كثير في القرآن الكريم. خذ قوله تعالى: {وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ} ف (آيات) حال من الضمير المنصوب.
هذا؛ والحال أيضا على نوعين: إمّا مؤسّسة، وإما مؤكدة، فالأولى هي التي لا يستفاد معناها بدونها، نحو جاء زيد ضاحكا، ونحوه، وأكثر ما تأتي الحال من هذا النوع مبينة هيئة فاعل، أو مفعول، والمؤكدة هي التي يستفاد معناها بدونها، وإنّما يؤتى بها للتّوكيد، وهذه ثلاثة أنواع:
الأولى: ما يؤتى بها لتوكيد عاملها، وهي التي توافقه معنى فقط، أو معنى، ولفظا، فالأولى كقوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها،} وقوله تعالى: {وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. والثاني: نحو قوله تعالى: {وَأَرْسَلْناكَ لِلنّاسِ رَسُولاً}.
النوع الثاني: ما يؤتى بها لتوكيد صاحبها، نحو قوله تعالى: {وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} رقم [٩٩] من سورة (يونس) على حبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.
النوع الثالث: ما يؤتى بها لتوكيد مضمون جملة معقودة من اسمين معرفتين جامدين، نحو