إعلال همزة (آمن) في الآية رقم [٧١] من سورة (طه)، وانظر شرح {سَواءٍ} في الآية رقم [٢٥] من سورة (الحج).
{وَإِنْ أَدْرِي:} لا أدري، ولا أعلم. {أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ} أي: لا أعلم متى يكون يوم القيامة؛ لأن الله لم يطلعني عليه، ولكني أعلم: أنه كائن لا محالة. أو: لا أعلم متى يحل بكم العذاب إن لم تؤمنوا، وقيل: المعنى: آذنتكم بالحرب، ولكني لا أدري متى يؤذن لي في محاربتكم؟
الإعراب: {فَإِنْ:} الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {تَوَلَّوْا:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة في محل جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف انظر الشرح، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَقُلْ:} الفاء: واقعة جواب الشرط. (قل): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {آذَنْتُكُمْ:} ماض، وفاعله، ومفعوله.
{عَلى سَواءٍ:} متعلقان بمحذوف حال من تاء الفاعل، أو من الكاف المفعول به، أو من كليهما، بمعنى: متساويين، ومثله قول الشاعر: [الكامل]
فلئن لقيتك خاليين لتعلمن... أيّي وأيّك فارس الأحزاب؟
ف «خاليين» حال من التاء والكاف. وأيضا قول عنترة بن شداد العبسي: [الوافر]
متى ما تلقني فردين ترجف... روانف أليتيك وتستطارا
فقوله: «فردين» حال من الفاعل المستتر، ومن ياء المتكلم التي هي مفعوله. {وَإِنْ:} الواو:
حرف استئناف، أو واو الحال. (إن): حرف نفي. {أَدْرِي:} مضارع مرفوع... إلخ، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {أَقَرِيبٌ:} الهمزة حرف استفهام.
(قريب): خبر مقدم. {أَمْ:} حرف عطف. {بَعِيدٌ:} معطوف على ما قبله. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {تُوعَدُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها صلة الموصول، والعائد محذوف، التقدير:
الذي توعدونه، والجملة الاسمية: {أَقَرِيبٌ..}. إلخ في محل نصب سدت مسد مفعولي الفعل أدري المعلق عن العمل لفظا بهمزة الاستفهام. هذا؛ وجوز أبو البقاء أن يكون: (قريب) مبتدأ؛ لاعتماده على الاستفهام و: {بَعِيدٌ} معطوفا عليه، و {ما:} فاعلا بما قبله سادا مسد الخبر، ويكون ذلك على التنازع، وجملة {وَإِنْ أَدْرِي..}. إلخ مستأنفة، أو هي في محل نصب حال من تاء الفاعل.
والكلام: {آذَنْتُكُمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقُلْ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إنّ) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، أو هو في محل نصب مقول القول.