هذا؛ وقال ابن عباس، ومقاتل، وقتادة، وابن جبير-رضي الله عنهم أجمعين-: لما نزل قوله تعالى: {وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى..}. إلخ الآية رقم [٧٢] من سورة (الإسراء) قال عبد الله بن أم مكتوم-رضي الله عنه-: يا رسول الله! أنا في الدنيا أعمى، أفأكون في الآخرة أعمى؟! فنزلت هذه الآية التي نحن بصدد شرحها، أي: من كان أعمى في الدنيا عن الحق، أو أعمى بقلبه عن الإسلام، فهو في الآخرة في النار، وأعمى عن طريق الجنة. هذا؛ وطلب السير في الأرض، والأمر فيه متكرر في القرآن الكريم بكثرة، والغرض منه الحث على التفكر والاعتبار، بما جرى للأمم السابقة التي كذبت رسلها من الهلاك، والاستئصال، وما يعتبر إلا ذوو البصيرة، والألباب. انظر مثل:{أَفَلَمْ} في الآية رقم [٣٠] من سورة (الأنبياء).
الإعراب:{أَفَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري؛ إن كانوا قد سافروا، ولم يعتبروا. أو للحث على السفر؛ ليروا مضارع من تقدمهم؛ إن كانوا لم يسافروا. الفاء: حرف عطف، أو استئناف. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَسِيرُوا:} مضارع مجزوم ب: (لم) وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: أغفلوا فلم يسيروا؟! أو هي مستأنفة، والكلام على الاعتبارين مستأنف لا محل له. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {فَتَكُونَ:} مضارع ناقص منصوب ب:
«أن» مضمرة بعد الفاء السببية. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر (تكون) مقدم. {قُلُوبٌ:} اسمه مؤخر، و «أن» المضمرة، والفعل (تكون) في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: ألا سير يحصل منهم في الأرض، ففهم لقلوبهم. {يَعْقِلُونَ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله. {بِها:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية صفة {قُلُوبٌ}. {أَوْ:} حرف عطف. {آذانٌ:} معطوف على {قُلُوبٌ،} والجملة الفعلية {يَسْمَعُونَ بِها} صفة {آذانٌ}. {فَإِنَّها:} الفاء: حرف تعليل. (إنها): حرف مشبه بالفعل (ها):