للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصان رزان ما تزنّ بريبة... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

حليلة خير الناس دينا ومنصبا... نبيّ الهدى والمكرمات الفواضل

عقيلة حيّ من لؤيّ بن غالب... كرام المساعي، مجدها غير زائل

مهذّبة قد طيّب الله خيمها... وطهّرها من كلّ شين وباطل

فإن كان ما بلّغت أنّي قلته... فلا رفعت سوطي إلّي أناملي

فكيف وودّي ما حييت ونصرتي... لآل رسول الله زين المحافل

له رتب عال على الناس فضلها... تقاصر عنها سورة المتطاول

وقد روي: أنه لما أنشدها قوله: (حصان رزان...) إلخ قالت له: لست كذلك، تريد: إنك وقعت في الغوافل. هذا؛ وحصان: عفيفة. ورزان: ذات ثبات، ووقار وعفاف. وغرثى: جائعة. ما تزن: ماتتّهم. الغوافل: جمع غافلة، أي: لا ترتع في أعراض الناس. والخيم: الطبيعة، والسجية.

الإعراب: {لَوْلا:} حرف تحضيض، واعتبرها ابن هشام للتوبيخ، والتنديم. {جاؤُ:}

ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {عَلَيْهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {بِأَرْبَعَةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وقيل: متعلقان ب‍: {شُهَداءَ،} و (أربعة) مضاف، و {شُهَداءَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف، والمانع له ألف التأنيث الممدودة، وهي علة تقوم مقام علتين من موانع الصرف. وجملة: {لَوْلا جاؤُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {فَإِذْ:} الفاء: حرف تفريع واستئناف. (إذ): يظهر فيها معنى «إن» الشرطية، ولم يقل به ابن هشام في مغنيه، ولا المرادي في جناه، أو معنى (إذا) الشرطية، ولم يقل به ابن هشام، ونقله المرادي عن قوم من المتأخرين، ونقل تصحيح المغاربة في إبطاله. وظاهر نص الآية: أنها متضمنة معنى الشرط. هذا؛ ونقل ابن هشام، والمرادي عن سيبويه أن تكون للمفاجأة، ولا تكون إلا بعد: «بينا» و «بينما» واستشهد ابن هشام لذلك بقول عنبر بن لبيد العذري الجاهلي: [البسيط]

استقدر الله خيرا وارضينّ به... فبينما العسر إذ دارت مياسير

وهو الشاهد رقم [١٣٠] من كتابنا فتح القريب المجيب. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَأْتُوا:} مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ،} وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق. {بِالشُّهَداءِ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {فَأُولئِكَ:} الفاء: واقعة في جواب (إذ)؛ لأنها مشبهة ب‍ «إن» الشرطية لفظا ومعنى، كما رأيت قاله في المغني. وإعراب (أولئك...) إلخ مثل إعراب {وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} في الآية رقم [٤] بلا فارق، و {عِنْدَ} ظرف مكان متعلق ب‍: {الْكاذِبُونَ،}

<<  <  ج: ص:  >  >>