للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل ما يكره الله تعالى. والآية عامة في حق كل واحد؛ لأن كل مكلف ممنوع من ذلك، وانظر مرجع الضمير في الإعراب.

{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً} أي: ما اهتدى، ولا أسلم، ولا عرف رشدا، ولا صلح. هذا؛ ويقرأ بتشديد الكاف، فيكون المعنى: إن تزكيته، وتطهيره، وهدايته لكم إنما هي بفضله، وتوفيقه. {وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي:} يطهر بالتوبة، وصالح الأعمال {مَنْ يَشاءُ} تطهيره من الذنب بالرحمة، وقبول التوبة. {وَاللهُ سَمِيعٌ:} لأقوالكم. {عَلِيمٌ:} بنياتكم وإخلاصكم.

هذا؛ و {خُطُواتِ} جمع: خطوة بضم الخاء، وسكون الطاء، وهي في الأصل ما بين القدمين، فاستعيرت هنا لوسوسة الشيطان، وزخرفته، وتجمع في القلة على «خطوات» بضم الخاء، وتثليث الطاء، أي الضم بإتباع ثانيه لأوله، والفتح، وإبقاء السكون على حاله كما في المفرد، وتجمع في الكثرة على خطى بضم الخاء. هذا؛ والخطوة بفتح الخاء: المرة الواحدة، وجمعها: خطوات بفتح الخاء والطاء لا غير.

بعد هذا أنقل لك ما قاله المرحوم مصطفى الغلاييني في جامع الدروس العربية: وإن جمعت اسما ثلاثيا مضموم الأول، أو مكسوره، ساكن الثاني، صحيحه، خاليا من الإدغام، مثل:

خطوة، وجمل، وهند، وقطعة، وفقرة؛ جاز فيه ثلاثة أوجه: الأول: إتباع ثانية لأوله، كخطوات، وجملات، وهندات، وقطعات، وفقرات. الثاني: فتح ثانيه، كخطوات، وجملات، وهندات، وقطعات، وفقرات. الثالث: إبقاء ثانيه على حاله من السكون، كخطوات، وجملات، وهندات، وقطعات، وفقرات.

أما الاسم فوق الثلاثي، كزينب، والاسم الصفة، كضخمة، والاسم الثلاثي المحرك الثاني، كشجرة، والاسم الثلاثي الذي ثانيه حرف علة، كجوزة، والاسم الثلاثي الذي فيه إدغام، كمرّة، فكل ذلك لا تغيير فيه عند جمعه جمع مؤنث سالما. انتهى.

الإعراب: (يا): حرف نداء ينوب مناب: «أدعو». (أيها): نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء، و (ها): حرف تنبيه لا محل له، وأقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من (أي) أو عطف بيان عليه، أو صفة له، وانظر الآية رقم [١] من سورة (الحج) ففيها بحث جيد، وجملة:

{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {لا تَتَّبِعُوا:} مضارع مجزوم ب‍ {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {خُطُواتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، و {خُطُواتِ} مضاف، و {الشَّيْطانِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية: {لا تَتَّبِعُوا..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، كالجملة الندائية قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>