للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشيئته، وحكمته. {إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ:} على ما ذكر، لا يمنعه مانع، ولا يدفعه دافع، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه. وهذه الآية فيها من دلائل قدرة الله تعالى ما لا يخفى على ذي لب.

الإعراب: {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {خَلَقَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الله). {كُلَّ:} مفعول به، و {كُلَّ} مضاف، و {دَابَّةٍ:} مضاف إليه. {مِنْ ماءٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {خَلَقَ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، وعلى القراءة الثانية ف‍: «(خالق)» هو خبر المبتدأ، و «(خالق)» مضاف، و {كُلَّ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية: {وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، والآية بجملتها معطوفة على ما ذكر في الآيات السابقة من دلائل قدرته، جلت حكمته. {فَمِنْهُمْ:} الفاء: حرف تفريع وعطف.

(منهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، هذا هو الظاهر والمتبادر، والأصح: أن مضمون الجار والمجرور مبتدأ، و {مِنْ} هي الخبر؛ لأن (من) الجارة دالة على التبعيض؛ أي: فبعض المخلوقات، وجمع الضمير يؤيد ذلك، ولا استبعاد في وقوع الظرف بتأويل معناه مبتدأ، يرشدك إلى ذلك قوله تعالى:

{مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ} من الآية رقم [١١٠] من سورة (آل عمران)، فعطف (أكثرهم) على (منهم) يؤيد: أن معناه بعضهم، وخذ قول الحماسي: [الكامل]

منهم ليوث، لا ترام وبعضهم... ممّا قمشت وضمّ حبل الحاطب

حيث قابل لفظ «منهم» بما هو مبتدأ أعني لفظة «بعضهم» وهذا مما يدل على أن مضمون «منهم» مبتدأ. هذا؛ وليوث جمع: ليث، وهو الأسد. لا ترام: لا تقصد. قمشت: جمعت من هنا وهناك، والمراد رذالة الناس، والقمش: الرديء من كل شيء. {يَمْشِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (من) تقديره: «هو». {عَلى بَطْنِهِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة من، أو صفتها، والجملة: {فَمِنْهُمْ مَنْ..}. إلخ معطوفة، ومفرعة عما قبلها، لا محل لها مثلها، والجملتان: {مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ} معطوفتان عليها، وإعرابهما لا خفاء فيه إن شاء الله تعالى.

{يَخْلُقُ:} مضارع. {اللهُ:} فاعله. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: يخلق الله الذي، أو شيئا يشاء خلقه، وجملة: {يَخْلُقُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسمها. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب‍: {قَدِيرٌ} بعدهما، وكل مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه. {قَدِيرٌ:} خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية تعليل لمشيئة الله تعالى، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>