للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للعذاب. وهذا على القول الأول، والمعنى على قول ابن زيد: فما يستطيعون لكم صرفا عن الحق الذي هداكم الله إليه. {وَلا نَصْراً} أي: من الله، وهذا على القول الأول، وعلى القول الثاني: ولا نصرا؛ لأنفسهم مما ينزل بهم من العذاب بتكذيبهم إياكم، وقرئ الفعل:

{تَقُولُونَ} بالتاء والياء. {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ} أي: يشرك؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ومن جعل المخلوق شريك خالقه؛ فقد ظلم، ويؤيده قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. هذا؛ وقيل: إن الخطاب يعم جميع المكلفين من المسلمين والكافرين، فيكون الشرط للعموم، ويشمل الظلم الشرك، وجميع المنكرات. {نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً:} فسر العذاب بالخلود في النار، وهو يليق بالمشرك، دون الفاسق إلا على قول المعتزلة والخوارج القائلين بتخليد الفاسق في النار. هذا؛ وينبغي أن تعلم: أن بقوله تعالى: {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ..}. إلخ التفاتا من الغيبة إلى الخطاب.

الإعراب: {فَقَدْ:} الفاء: زائدة على تقدير: «القول» قبلها، وقيل: الفاء الفصيحة، وليس بقوي. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كَذَّبُوكُمْ:} ماض، والواو فاعله، والكاف مفعوله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف؛ أي: فيقول الله لهم: فقد كذبوكم... إلخ. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {بِما:}

الباء: حرف جر. (ما): اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {تَقُولُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو: بشيء تقولونه. {فَما:} الفاء: حرف تفريع وعطف. (ما): نافية. {تَسْتَطِيعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {صَرْفاً:} مفعول به. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): زائدة لتأكيد النفي.

{نَصْراً:} معطوف على ما قبله. {وَمَنْ:} الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَظْلِمْ:} مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من) تقديره: «هو»، والمفعول محذوف، تقديره: نفسه، أو غيره. {مِنْكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر العائد على (من)، و (من) بيان لما أبهم فيها. {نُذِقْهُ:} فعل مضارع جواب الشرط، والفاعل تقديره: «نحن»، والهاء مفعول به أول. {عَذاباً:} مفعول به ثان. {كَبِيراً:} صفة له، والجملة الفعلية: {نُذِقْهُ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍: «إذا» الفجائية، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط، وقيل: جملة الجواب، وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين.

والجملة الاسمية: {وَمَنْ..}. إلخ مستأنفة بالنسبة لما قبلها، وهي من مقول الله تعالى المقدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>