للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شرفه، وتبقى له كرامته، ويسلم له عرضه، وورعه، وأحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم المرغبة في الحلم، والإعراض عن الجاهلين كثيرة، والشعر العربي طافح بذلك، أذكر من ذلك قول رجل من بني سلول: [الكامل]

ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني... فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني

غضبان ممتلئا عليّ إهابه... إنّي وربّك سخطه يرضيني

وروى الأصمعي بيتين في هذا المعنى، وهما: [السريع]

لا يغضب الحرّ على سفلة... والحرّ لا يغضبه النّذل

إذا لئيم سبّني جهده... أقول زدني فلي الفضل

وما أحسن قول الآخر: [الوافر]

يشافهني السّفيه بكلّ عيب... فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما... كعود زاده الإحراق طيبا

وأخيرا؛ فالجاهل من يجهل ما يتعلق به من المكروه والمضرة، ومن حق الحكيم أن لا يقدم على شيء حتى يعلم كيفيته، وحاله، ولا يشتري الحلم بالجهل، ولا الأناة بالطيش، ولا الرفق بالخرق، كما قال أبو ذؤيب الهذلي: [الطويل]

فإن تزعميني كنت أجهل فيكم... فإنّي شريت الحلم بعدك بالجهل

وإن لم يكن كذلك يصدق عليه: أنه من أكبر الجهال، والحمار أفضل منه، كما قال الشاعر الحكيم: [الكامل]

فضل الحمار على الجهول بخلّة... معروفة عند الّذي يدريها

إنّ الحمار إذا توهّم لم يسر... وتعاود الجهال ما يؤذيها

الإعراب: {وَعِبادُ:} الواو: حرف استئناف. (عباد): مبتدأ، وهو مضاف، و {الرَّحْمنِ:}

مضاف إليه. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ، وقال الأخفش: في محل رفع صفة: (عباد)، والخبر محذوف. وقال الزجاج: في محل رفع صفة (عباد الرحمن)، والخبر الجملة الاسمية: {أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ} الآتية في الآية رقم [٧٥]، وما بين المبتدأ والخبر أوصاف لهم، وما تعلق بها. {يَمْشُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. {عَلَى الْأَرْضِ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {هَوْناً:} حال من واو الجماعة بمعنى: هينين؛ أو هو صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: يمشون مشيا هونا. (إذا): انظر الآية رقم [٦٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>