الكثيرة؛ فكفى بذلك عداوة بينها وبين من يعبدها. {إِلاّ رَبَّ الْعالَمِينَ} أي: فإنه ربي، ووليي.
وقال الكلبي: التقدير: إلا من عبد رب العالمين.
هذا؛ وعدو: ضد الصديق، وهو على وزن فعول بمعنى فاعل، مثل صبور، وشكور وما كان على هذا الوزن، يستوي فيه المفرد، والمثنى، والجمع، والمذكر، والمؤنث، إلا لفظا واحدا، جاء نادرا، قالوا: هذه عدوة الله، قال الله تعالى:{إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} فقد عبر به عن مفرد، وما في الآية الكريمة عبر به عن جمع، كما هو واضح، ومثل ذلك صديق، كما رأيت في الآية رقم [٦١] من سورة (النور)، وقيل: أفرد عدو على النسب، أي: ذو عداوة، والجمع أعداء، وأعاد، وعدات، وعدى، وقيل: أعاد جمع: أعداء، فيكون جمع الجمع. وفي القاموس المحيط: والعدا بالضم والكسر اسم الجمع. هذا؛ والعبادة: غاية التذلل، ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى؛ ولذا يحرم السجود لغير الله تعالى. وقيل: العبودية أربعة: الوفاء بالعهود، والرضا بالموجود، والحفظ للحدود، والصبر على المفقود. وعن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«يقول الله تعالى: «أنا، والإنس، والجنّ في نبأ عظيم، أخلق، ويعبد غيري، وأرزق، ويشكر غيري»».
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره:«هو» يعود إلى إبراهيم.
{أَفَرَأَيْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام، وتعجيب. الفاء: أراها زائدة للتوكيد، (رأيتم): فعل، وفاعل. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، فعلى قول أبي السعود يكتفي الفعل به، وعلى قول الكازروني يتطلب الفعل مفعولين على مثال ما رأيت في سورة (الأنعام) رقم [٤٠]، والآية رقم [٥٠] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، الأول: الاسم الموصول، والثاني: جملة استفهامية غير موجودة هنا، ويقدر الكلام:
«أخبروني ما كنتم تعبدون، هل هو حقيق بالعبادة أو لا؟». انتهى. جمل. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَعْبُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، ومفعوله، وهو العائد محذوف، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة:«كنتم تعبدونه» صلة الموصول لا محل لها. {أَنْتُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد لواو الجماعة. (آباؤكم): معطوف على واو الجماعة، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
(إنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها، والميم في الكل حرف دال على جماعة الذكور. {عَدُوٌّ:} خبر (إن). {لِي:} جار ومجرور متعلقان ب {عَدُوٌّ}. {إِلاّ:}
أداة استثناء. {رَبَّ:} مستثنى متصل، أو منقطع، فالاتصال على قول من يقول: إنهم كانوا يعبدون الأصنام مع الله مثل مشركي مكة، والانقطاع على أنهم لم يعترفوا بوجود الله تعالى،