للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ ومما يتعلق بالآيات الكريمة قال النسفي-رحمه الله تعالى-: وقد صوب الجليل استثناء الخليل، أي في الآية رقم [٨٩] إكراما له، ثم جعله صفة له في قوله: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} الآية رقم [٨٣] و [٨٤] من سورة (الصافات) وما أحسن ما رتب عليه السلامة من كلامه مع المشركين، حيث سألهم أولا عما يعبدون سؤال مقرر، لا مستفهم، ثم أقبل على آلهتهم، فأبطل أمرها، فإنها لا تضر، ولا تنفع، ولا تسمع. وعلى تقليدهم آباءهم الأولين، فأخرجه من أن يكون شبهة؛ فضلا عن أن يكون حجة. ثم صوّر المسألة في نفسه دونهم، حتى تخلص منها إلى ذكر الله تعالى، فعظم شأنه، وعدد نعمته، من حين إنشائه إلى وقت وفاته، مع ما يرجى في الآخرة من رحمته، ثم أتبع ذلك أن دعا بدعوات المخلصين، وابتهل إليه ابتهال الأدب، ثم وصله بذكر يوم القيامة، وثواب الله وعقابه، وما يدفع إليه المشركون يومئذ من الندم والحسرة، على ما كانوا فيه من الضلال، وتمني الكرة إلى الدنيا؛ ليؤمنوا ويطيعوا. انتهى. بتصرف.

الإعراب: {وَأُزْلِفَتِ:} الواو: حرف عطف. (أزلفت): فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث. {الْجَنَّةُ:} نائب فاعل. {لِلْمُتَّقِينَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:

(وأزلفت...) إلخ معطوفة على جملة: {لا يَنْفَعُ..}. إلخ وقد رأيت: أن الفعل بمعنى الاستقبال، وجملة: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ} معطوفة على ما قبلها، وإعرابها مثلها بلا فارق.

{وَقِيلَ:} الواو: حرف عطف. (قيل): فعل ماض مبني للمجهول. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَيْنَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه.

{تَعْبُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، ومفعوله محذوف، وهو العائد، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ} صلة الموصول لا محل لها.

{مِنْ دُونِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: {تَعْبُدُونَ}. {وَقِيلَ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف المنصوب، والأول أقوى هنا، و {دُونِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه.

{هَلْ:} حرف استفهام، وتوبيخ. {يَنْصُرُونَكُمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والكاف مفعول به. {أَوْ:} حرف عطف. {يَنْتَصِرُونَ:}

فعل مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، والكلام: {أَيْنَ ما..}. إلخ كله في محل رفع نائب فاعل: (قيل)، وهذا على قول من يجيز وقوع الجملة فاعلا، ويكون جاريا على القاعدة في بناء الفعل للمجهول: «يحذف الفاعل، ويقام المفعول به مقامه» وهذا لا غبار عليه، وقيل: نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف يدل عليه المقام، التقدير: وقيل قول. وقيل: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف في

<<  <  ج: ص:  >  >>