وقال الحسن: ما اجتمع ملأ على ذكر الله، فيهم عبد من أهل الجنة، إلا شفعه الله فيهم، وإن أهل الإيمان ليشفع بعضهم في بعض، وهم عند الله شافعون مشفعون. وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«أكثروا من الإخوان فإنّ لكلّ أخ شفاعة يوم القيامة».
هذا؛ والحميم: القريب، والخاص، ومنه: حامّة الرجل، أي: أقرباؤه. وأصل هذا من الحميم، وهو الماء الحار، ومنه الحمّام، والحمّى، فحامّة الرجل الذين يحرقهم ما أحرقه.
وقال علي بن عيسى: إنما سمي القريب حميما؛ لأنه يحمى لغضب صاحبه، فجعله مأخوذا من الحمية، وجمع حميم: أحمّاء، وأحمّة، وكرهوا:«أفعلاء» للتضعيف.
الإعراب:{وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): نافية. {أَضَلَّنا:} فعل ماض، و (نا):
مفعول به. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الْمُجْرِمُونَ:} فاعل مرفوع... إلخ. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا. {فَما:} الفاء: حرف عطف أو حرف استئناف. وقيل: الفصيحة، ولا وجه له ألبتة. (ما): نافية. {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {شافِعِينَ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الواو المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بالياء التي جلبها حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): زائدة لتأكيد النفي. {صَدِيقٍ:} معطوف على لفظ {شافِعِينَ}. ويجوز في العربية رفعه عطفا على المحل. {حَمِيمٍ:} صفة: {صَدِيقٍ}. {فَلَوْ:} الفاء: حرف عطف، أو استئناف.
(لو): حرف تمنّ. {أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر:
{أَنَّ} مقدم. {كَرَّةً:} اسمها مؤخر، و {أَنَّ} واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف، التقدير: فلو حصل لنا وقوع كرة وهذا على اعتبارها شرطية، وعلى اعتبارها باقية للتمني فالتقدير: نتمنى حصول ووقوع كرة إلى الدنيا. {فَنَكُونَ:} الفاء: للسببية.
(نكون): فعل مضارع ناقص منصوب ب {أَنَّ} مضمرة بعد الفاء، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:«نحن». {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر نكون، و «أن» المضمرة والفعل (نكون) في تأويل مصدر معطوف بالفاء على: {كَرَّةً}. هذا؛ وأجيز اعتبار:(لو) شرطية، فيكون جوابها محذوفا دل عليه {فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ويقدر: لكنا مؤمنين، والكلام على الاعتبارين في محل نصب مقول القول، ولهذا نفى ابن هشام أن يكون نصب (نكون) جوابا ل: (لو)، ولذا قال: ولا دليل في هذا لجواز أن يكون النصب في {فَنَكُونَ} مثله في قوله تعالى:
{وَما كانَ لِبَشَرٍ..}. إلخ الآية رقم [٥١] من سورة (الشورى) وقول ميسون: [الوافر]
ولبس عباءة وتقرّ عيني... أحبّ إليّ من لبس الشّفوف
أي: إن المصدر المؤول معطوف بالفاء على: {كَرَّةً،} وهو المعبر عنه باسم خالص من التقدير بالفعل.