للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عمارة: الريع: الجبل، الواحد: ريعة، والجمع: رياع. وقال مجاهد: هو الفج بين الجبلين. {آيَةً} أي: علامة. وانظر الآية رقم [١]. {تَعْبَثُونَ:} تلعبون، وتهزؤون، قيل:

إنهم بنوا بيوتهم فيما تقدم ذكره، وكانوا يسخرون بمن يمر بهم من الناس. {وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ:}

قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: أبنية. وقال مجاهد: قصورا مشيدة، وحصونا منيعة، قال الشاعر: [الوافر]

تركنا دارهم منهم قفارا... وهدّمنا المصانع والبروجا

وقال السدي، وغيره: المصانع: بروج الحمام، ولا أرى له وجها قويا. وقال قتادة، والزجاج: إنها مصانع الماء تحت الأرض، أي: قنوات الماء، واحدتها مصنعة، ومصنع، قال لبيد-رضي الله عنه-: [الطويل]

بلينا وما تبلى النّجوم الطّوالع... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

{لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} أي: تبنون ما تبنون لكي تخلدوا في هذه الدنيا، فأنتم تحكمون بنيان ما تصنعون. وقيل: (لعلّ) استفهام بمعنى التوبيخ، والتقريع، ولا وجه له؛ لأنه لم يقل أحد إن «لعلّ» تأتي للاستفهام. {وَإِذا بَطَشْتُمْ..}. إلخ: أي: إذا ضربتم أحدا ضربتموه بعنف وقسوة بدون رحمة، ورأفة، ولا قصد تأديب، ونظر في العواقب، وقال ابن عباس، ومجاهد-رضي الله عنهما-: البطش: العسف قتلا بالسيف، وضربا بالسوط. {جَبّارِينَ:} قتالين في غير حق، وبطشت اليد: إذا عملت، فهي باطشة، قال عمرو بن كلثوم في معلقته: [الوافر]

لنا الدّنيا ومن أضحى عليها... ونبطش حين نبطش قادرينا

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «صنفان من أهل النّار لم أرهما:

قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها النّاس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنّة، ولا يجدن ريحها، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا، وكذا». رواه مسلم في صحيحه. وعن ابن عمر-رضي الله عنهما-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلّط الله عليكم ذلاّ، لا ينزعه حتّى ترجعوا إلى دينكم». رواه أبو داود.

«العينة»: بكسر العين: أن تبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل معلوم، ثم تشتريها منه بأقل من الثمن الذي بعتها به. ومنها: أن يغالي بالثمن كثيرا لقاء بيعها بالدين إلى أجل مسمى، وإن لم يشترها البائع منه؛ لأن زيادة الثمن لقاء التأجيل، وهو نوع من أنواع الربا. هذا؛ وقيل:

الجبار: المتسلط العاتي، ومنه قوله تعالى: {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ}. وقال الشاعر: [الطويل]

سلبنا من الجبّار بالسّيف ملكه... عشيّا وأطراف الرّماح شوارع

<<  <  ج: ص:  >  >>