للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به؛ لتخلف شروط الإجابة التي أعظمها أكل الحلال، ولم يسم به أحد سواه، قال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي: هل تعلم أحدا تسمى «الله» غيره تعالى، وإنما يذكر الكافرون، والمشركون معبوداتهم باسم الرب والإله، وقد ذكر في القرآن الكريم في ألفين وثلاثمئة وستين موضعا.

(الأنعام): يطلق هذا اللفظ على المأكول من الحيوان، من إبل، وبقر، وغنم، وماعز، والمراد هنا-والله أعلم-المأكول، وغيره، فيكون قد غلب المأكول على غيره. و: (جنات) جمع: جنه، وهي في الأصل: البستان الكثير الأشجار، وسميت الجنة بذلك؛ لأنها تجن أي:

تستر من يدخل فيها، لكثرة أشجارها، وكثافتها، وهي درجات ذكرتها في سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وانظر (الخوف) في الآية رقم [١٢].

{عَذابَ:} اسم مصدر لا مصدر؛ لأن المصدر: تعذيب؛ لأنه من: عذّب، يعذّب بتشديد الذال فيهما. وقيل: هو مصدر على حذف الزوائد، ومثله: عطاء، وسلام، ونبات، لأعطى، وسلم، وأنبت.

هذا؛ و {يَوْمٍ} المراد به هنا يوم القيامة، وهو مقدار ألف سنة من أيام الدنيا، كما في الآية رقم [٤٧] من سورة (الحج) وأما اليوم في الدنيا؛ فهو الوقت من طلوع الشمس إلى غروبها، وهذا في العرف، وأما اليوم الشرعي، فهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كما يطلق اليوم على الليل، والنهار معا، وقد يراد به الوقت مطلقا، تقول: ذخرتك لهذا اليوم، أي: لهذا الوقت والجمع: أيام، وأصله: أيوام، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، وجمع الجمع: أياويم.

وأيام العرب: وقائعها، وحروبها. وأيام الله: نعمه ونقمه، كما في الآية رقم [١٠٢] من سورة (يونس)، والآية رقم [٥] من سورة (إبراهيم) على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام، ويقال:

فلان ابن الأيام، أي: العارف بأحوالها. ويقال: أنا ابن اليوم؛ أي: اعتبر حالي فيما أنا فيه.

الإعراب: {فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ:} انظر إعراب هذه الآية برقم [١٠٨]. {وَاتَّقُوا:} الواو: حرف عطف. (اتقوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الَّذِي:}

اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، {أَمَدَّكُمْ:} فعل ماض، والكاف مفعول به، والفاعل مستتر، تقديره: «هو»، يعود إلى الذي، وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {بِما:} الباء: حرف جر، (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء، وجملة: {تَعْلَمُونَ:} صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي، أو بشيء تعلمونه، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة: {فَاتَّقُوا اللهَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، وجملة: {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ} بدل من سابقتها، لا محل لها مثلها، وهي أوضح من الأولى؛ لأنها فصّلت نعم الله، وبينتها، ومثلها الآية رقم [٢٢٢] الآتية، ومثل الآيتين قول الشاعر: [الطويل]

أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا... وإلاّ فكن في السّرّ والجهر مسلما

<<  <  ج: ص:  >  >>