للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكفر، وتحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، والمزين في الحقيقة هو الله تعالى. هذا؛ مذهب أهل السنة، وإنما جعل الشيطان آلة بإلقاء الوسوسة في قلوبهم، وليس له قدرة أن يضل أو يهدي أحدا، وإنما له الوسوسة فقط، فمن أراد الله شقاوته سلطه عليه حتى يقبل وسوسته.

وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤].

هذا؛ وما ذكرته في هذه الآية مبني على أن العبد لا يخلق أفعال نفسه، وإنما يخلقها الله تعالى، كما قال: {وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ} وهو مذهب أهل السنة والجماعة، وما قاله الزمخشري في الآية المذكورة مبني على مذهبه في الاعتزال من أن العبد يخلق أفعال نفسه، وهو مبني على القاعدة الفاسدة في إيجاب رعاية الصلاح والأصلح للعبد، وامتناع أن يخلق الله تعالى للعبد، إلا ما هو مصلحة له، فمن ثم اعتبر التزيين من الله تعالى مجازا، ومن الشيطان حقيقة.

ولو عكس الجواب؛ لفاز بالصواب، وإلى الله المرجع والماب.

{فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ:} عن طريق الهدى، والحق، والصواب، {فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} إلى الحق، والصواب، ولا يبعد من الهدهد التهدي إلى معرفة الله تعالى، ووجوب السجود له، وحرمة السجود للشمس إلهاما من الله له، كما ألهمه وغيره من الطيور وسائر الحيوان المعارف اللطيفة؛ التي لا يكاد العقلاء الرجاح العقول يهتدون لها.

هذا؛ ف‍: (صدّهم): منعهم، والمضارع: «يصد» يمنع، ويصرف، وهو بضم الصاد. هذا؛ ويأتي بمعنى: يعرضون ويميلون، كما في قوله تعالى: {رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} ويأتي بضم الصاد وكسرها، كما يأتي بمعنى يضجون فرحا، وهو بكسر الصاد، كما في قوله تعالى: {وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}. ومصدر الأولين: صد وصدود، ومصدر الأخير صديد. هذا؛ والصدد القرب، يقال: داري صدد داره، أي قبالتها وقربها، والصدد القصد، تقول: رجعنا إلى ما نحن بصدده، أي بقصده، وهو أيضا الميل-بفتح الياء والناحية-.

الإعراب: {وَجَدْتُها:} فعل، وفاعل، ومفعول به، {وَقَوْمَها:} الواو: حرف عطف.

(قومها): معطوف على الضمير المنصوب، و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

{يَسْجُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. {لِلشَّمْسِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، {مِنْ دُونِ:} متعلقان به أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، فتكون حالا متداخلة. و {يَسْجُدُونَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، وجملة: {يَسْجُدُونَ..}. إلخ في محل نصب مفعول به ثان، أو هي في محل نصب حال من ضمير المرأة، وجملة: {وَجَدْتُها..}. إلخ بدل من جملة: (وجدت...) إلخ في الآية السابقة. {وَزَيَّنَ:} الواو: واو الحال. (زين): فعل ماض، {لَهُمُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الشَّيْطانُ:} فاعل. {أَعْمالَهُمْ:} مفعول به، والهاء ضمير

<<  <  ج: ص:  >  >>