والتّبيان، والزّلزال، والوسواس، وإذا فتحت الأول صارت أسماء. ولم أعثر على فعل ل:
«تلقاء» على الاعتبارين: المصدرية، والاسمية، وهمزته بالمد منقلبة عن ياء «تلقاي» لتحركها وانفتاح ما قبلها، ولم يعتد بالألف الزائدة؛ لأنها حاجز غير حصين.
هذا؛ و {سَواءَ} في الأصل مصدر بمعنى: الاستواء، فلذا صح الإخبار به عن متعدد في كثير من الآيات، وقيل: هو بمعنى: مستو، وهو لا يثنى، ولا يجمع. قالوا: هما سواء، وهم سواء، فإذا أرادوا لفظ المثنى، قالوا: سيان، وإن شئت قلت: سواءان. قال قيس بن معاذ، وهو الشاهد رقم [٢٤١] من كتابنا فتح القريب المجيب: [الطويل]
فيا ربّ إن لم تجعل الحبّ بيننا... سواءين فاجعلني على حبّها جلدا
واعتبر ابن هشام في المغني هذه التثنية شاذة، وفي الجمع قالوا: هم أسواء، وهذا كله ضعيف، ونادر، وأيضا على غير القياس قولهم: هم سواس، وسواسية، أي: متساويان، ومتساوون. هذا؛ والسواء أيضا: العدل، والوسط، كما في هذه الآية، وقال تعالى:{وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ}. وانظر شرح السبيل في الآية رقم [٥٧] من سورة (الفرقان). هذا؛ وفسر الجلال:{سَواءَ السَّبِيلِ} بقصد الطريق، ثم فسر القصد بالوسط.
الإعراب:{وَلَمّا:} الواو: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [١٤]. {تَوَجَّهَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (موسى). {تِلْقاءَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {تِلْقاءَ} مضاف، و {مَدْيَنَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. وقيل: العلمية، والتأنيث، وليس بشيء، وجملة:{تَوَجَّهَ..}. إلخ لا محل لها على اعتبار (لمّا) حرفا، وفي محل جر بإضافة (لمّا) إليها على اعتبارها ظرفا.
{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (موسى) أيضا. {عَسى:} فعل ماض جامد من أفعال الرجاء، مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {رَبِّي:} اسم (عسى) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يَهْدِيَنِي:} فعل مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى {رَبِّي،} والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {سَواءَ:} منصوب بنزع الخافض. وقيل: هو مفعول ثان للفعل قبله، كما في قوله تعالى:{وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً} و {سَواءَ} مضاف، و {السَّبِيلِ} مضاف إليه من إضافة الصفة للموصوف، و {أَنْ يَهْدِيَنِي} في تأويل مصدر في محل نصب خبر:
{عَسى،} وجملة: {عَسى رَبِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ جواب (لمّا) لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له من الإعراب.