{إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ:} بإسكان الشمس تحت الأرض، أو تحريكها حول الأفق الغائر، فقد بيّن سبحانه: أنه مهّد أسباب المعيشة؛ ليقوموا بشكر نعمه. {مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ:} المعنى:
أي إله يأتيكم بنهار تطلبون فيه المعيشة، وتستعينون فيه على قضاء حوائجكم. {أَفَلا تَسْمَعُونَ} أي:
سماع فهم وقبول وتدبر واستبصار. هذا؛ والقيامة أصلها: القوامة؛ لأنها من قام، يقوم، قلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها، ويوم القيامة هو اليوم الذي يقوم فيه الناس من قبورهم للحساب، والجزاء.
الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره: «أنت». {أَرَأَيْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي. (رأيتم): فعل، وفاعل، والميم علامة جمع الذكور، وقد اختلف في مفعولي هذا الفعل، فقال قوم: هما محذوفان دل عليهما الكلام، التقدير: أرأيتم عبادتكم الأصنام، هل تنفعكم شيئا إن جعل الله... إلخ، ودل عليه قوله: {مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ}. وقال آخرون: لا يحتاج الفعل إلى مفعول؛ لأن بالشرط، وجوابه قد حصل معنى المفعول. وملخص كلام السمين: أن المفعول الأول محذوف، التقدير: أرأيتموه، والمسألة من باب التنازع، فقد تنازع (أرأيتم) وفعل الشرط في: (الليل) فكلاهما يطلبه مفعولا، فأعمل الثاني، وحذف المفعول الأول، وأما المفعول الثاني ل: (رأيتم) فهو الجملة الاستفهامية. انتهى. جمل بتصرف كبير من سورة (الأنعام). وأرى:
أن الفعل: {أَرَأَيْتُمْ} معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، وأن الجملة الاسمية: {مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ} سدت مسد المفعولين، وما بينهما كلام معترض لا محل له، أعطى الكلام تقوية، وتسديدا، وحذف جواب الشرط لدلالة الكلام عليه، والله الموفق، والمعين، وبه أستعين.
{إِنْ:} حرف شرط جازم. {جَعَلَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط.
{اللهُ:} فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي.
{عَلَيْكُمُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {اللَّيْلَ:} مفعول به. {سَرْمَداً:} مفعول به ثاني، أو هو حال من {اللَّيْلَ}. {إِلى يَوْمِ:} متعلقان بالفعل: {جَعَلَ،} أو ب: {سَرْمَداً،} أو بمحذوف صفة له، و {يَوْمِ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه، وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه، التقدير:
فمن يأتيكم بضياء تطلبون فيه معايشكم، وتستعينون فيه على قضاء حوائجكم؟!.
{مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {إِلهٌ:} خبره. {غَيْرُ:}
صفة: {إِلهٌ،} و {غَيْرُ} مضاف، و {اللهُ} مضاف إليه. {يَأْتِيكُمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى {إِلهٌ،} والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع صفة: (إله)، أو في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم. {بِضِياءٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الاسمية: {مَنْ إِلهٌ..}. إلخ في محل نصب سدت مسد المفعول، أو المفعولين حسب ما رأيت في الشرح. {أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي. الفاء: حرف استئناف، أو حرف عطف. (لا): نافية. {تَسْمَعُونَ:}
فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، ومفعوله محذوف، والجملة