للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى} أي: وقت محدد لعذاب كل قوم، وهلاكهم. وقيل: هو القتل يوم بدر.

وعلى الجملة فلكل عذاب أجل لا يتقدم ولا يتأخر، قال ابن عباس-رضي الله عنه-: المراد به: ما وعد الله به رسوله صلّى الله عليه وسلّم من عدم عذاب قومه، وعدم استئصالهم، وتأخير عذابهم إلى يوم القيامة. {لَجاءَهُمُ الْعَذابُ} أي: عاجلا، وهو ما استعجلوه، وطلبوه. {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً} أي: فجأة من غير إنذار، ولا يؤخر إذا نزل، وقد حقق الله ذلك يوم بدر. {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي:

لا يعلمون بنزوله عليهم. هذا؛ والشعور إدراك الشيء من وجه يدق، ويخفى، مشتق من الشعر لدقته، وسمي الشاعر شاعرا؛ لفطنته ودقة معرفته.

الإعراب: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ:} الواو: حرف استئناف. (يستعجلونك): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والكاف مفعول به.

{بِالْعَذابِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.

{وَلَوْلا:} الواو: واو الحال. (لولا): حرف امتناع لوجود. {أَجَلٌ:} مبتدأ. {مُسَمًّى:} صفة له مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والألف الثابتة دليل عليها، وليست عينها، وخبر المبتدأ محذوف، تقديره موجود، والجملة الاسمية هذه ابتدائية لا محل لها، وحالة محل شرط (لولا). {لَجاءَهُمُ:} اللام: واقعة في جواب (لولا). (جاءهم):

فعل ماض، والهاء مفعول به. {بِالْعَذابِ:} فاعله، والجملة الفعلية جواب: (لولا) لا محل لها، و (لولا) ومدخولها في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير المنصوب، وهو أولى وأقوى معنى من الاستئناف. {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ:} الواو: حرف عطف. اللام: واقعة في جواب (لولا) تقديرا بسبب العطف. وقيل: موطئة للقسم، ولا وجه له البتة. (يأتينهم): فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، التي هي حرف لا محل له، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل يعود إلى {بِالْعَذابِ} والجملة الفعلية معطوفة على جواب (لولا)، لا محل لها أيضا. هذا؛ ويغلب أن يقع جواب (لولا) ماضيا، وإنما وقع مستقبلا ليفيد التوكيد في الوعيد والتهديد؛ إذ المعنى: ولأتاهم العذاب بغتة.

وإذا أبقينا الكلام على ظاهره فتكون الجملة جوابا لقسم محذوف، والقسم وجوابه يكون كلاما مستأنفا، ويكون المراد بمجيء العذاب عذاب الاستئصال، والمراد بإتيانه المؤكد بالنون ما نزل ببعضهم يوم بدر من الخزي، والنكال، وهو القتل، والأسر، كما هو معروف. {بَغْتَةً:} حال من الفاعل المستتر بمعنى: باغتا أو مباغتا، أو مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: يبغتهم بغتة، وتكون الجملة هذه في محل نصب حال من الفاعل المستتر، وجوز اعتبار {بَغْتَةً} مصدرا للفعل:

يأتي من غير لفظه، كقولهم: أتيته ركضا، فتكون نائب مفعول مطلق. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال، (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا:} نافية. {يَشْعُرُونَ:} فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>