للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وأظهر الله تعالى {أَنْ} الناصبة هنا التي هي علم الاستقبال، ولم يظهرها في الآية السابقة قبل: {يُرِيكُمُ} لأن القيام هنا بمعنى البقاء لا الإيجاد، وهو مستقبل باعتبار أواخره، وما بعد نزول هذه الآيات. انتهى. جمل بتصرف.

فائدة: ذكر الله قوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} في الأربع مواضع، ولم يذكره في الأول، وهو قوله تعالى: {وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ} ولا في الأخير، وهو هذا، ووجه عدم ذكره في الأول: أن خلق الأنفس، وخلق الأزواج من باب واحد، وهو الإيجاد، فاكتفى فيهما بذكره مرة واحدة، أي: اكتفى بذكر قوله: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ} مرة واحدة. وأمّا قيام السموات، والأرض الذي هو الأخير فلذكره الدلائل الظاهرة بقوله: {لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ} و {يَسْمَعُونَ} و {يَعْقِلُونَ} فيكون الأمر بعدها أظهر فلم يميز أحدا عن أحد، أو ذكر ما هو مدلوله، وهو قدرته على الإعادة. انتهى. جمل نقلا من الرازي.

فائدة: قال هنا: {إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ} وقال في خلق الإنسان أولا: {ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ؛} لأنه هناك يكون خلق، وتقدير، وتدريج، حتى يصير التراب قابلا للحياة، فتنفخ فيه الروح، فإذا هو بشر. وأما في الإعادة فلا يكون تدريج، بل يكون بدء، وخروج، فلم يقل هنا:

ثم. انتهى. جمل نقلا عن كرخي. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَمِنْ:} الواو: حرف عطف. {(مِنْ آياتِهِ)}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب، واستقبال. {تَقُومَ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ}. {السَّماءُ:} فاعل.

{وَالْأَرْضُ:} معطوف على ما قبله. {بِأَمْرِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، و {أَنْ تَقُومَ} في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر، التقدير: ومن آياته قيام السموات... إلخ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {ثُمَّ:} حرف عطف. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب.

{دَعاكُمْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل ضمير مستتر فيه، تقديره: «هو» يعود إلى الله، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها. {دَعْوَةً:} مفعول مطلق. {مِنَ الْأَرْضِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: (دعا) كقوله: دعوته من أسفل الوادي، فطلع إليّ، وقال أبو البقاء:

وجهان: أحدهما هو صفة ل‍: {دَعْوَةً} والثاني: أن يكون متعلقا بمحذوف، تقديره: خرجتم من الأرض، ودل على المحذوف ما بعده، والمعتمد الأول، تأمل. {إِذا:} كلمة دالة على المفاجأة، وهي رابطة لجواب {إِذا} الشرطية قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>