للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والتمتع: التلذذ بالشيء، والانتفاع به، ومثله: الاستمتاع، والاسم: المتعة. فهنيئا لمن تمتع، واستمتع بالمباح الحلال، وويل، ثم ويل لمن تمتع، واستمتع بالحرام! هذا؛ والمتعة بكسر الميم وضمها اسم للتمتيع، والزاد القليل، وما يتمتع به من الصيد، والطعام، ومتعة المرأة ما وصلت به بعد الطلاق من نحو القميص، والإزار، والملحفة، قال تعالى: {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}. هذا؛ والمراد من الآية: الأمر للكفار بأن يتمتعوا بدنياهم قليلا، أو بعبادتهم الأوثان، أو باتباعهم الأهواء، فإنها من قبيل الشهوات التي يتمتع بها. وفي التهديد بصيغة الأمر إيذان بأن المهدّد عليه كالمطلوب لإفضائه إلى المهدّد به.

هذا؛ وذكرت لك: أن في الآية التفاتا من الغيبة إلى الخطاب، وللالتفات فوائد كثيرة:

منها: تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجر، والملال؛ لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد. هذه فوائده العامة، ويختص كل موضع بنكت، ولطائف باختلاف محله، كما هو مقرر في علم البديع، ووجهه حث السامع، وبعثه على الاستماع؛ حيث أقبل المتكلم عليه، وأعطاه فضل عنايته، وخصصه بالمواجهة.

الإعراب: {لِيَكْفُرُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل. وقيل:

العاقبة. وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {يُشْرِكُونَ} على اعتبار اللام للتعليل، ومتعلقان بفعل محذوف على اعتبار اللام للعاقبة، والمآل، التقدير: آل أمرهم للكفر. وقيل: اللام لام الأمر، فالفعل مجزوم لا منصوب، فتكون الجملة مستأنفة، لا محل لها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء.

{آتَيْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية صلة: (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: ليكفروا بالذي، أو: بشيء آتيناهموه. {فَتَمَتَّعُوا:} الفاء: هي الفصيحة. (تمتعوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول محذوف، التقدير: فقل لهم يا محمد: تمتعوا، وهذه الجملة لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان هذا حالهم وعملهم؛ فقل لهم: (تمتعوا). {فَسَوْفَ:} الفاء: حرف استئناف. (سوف): حرف تسويف، واستقبال.

{تَعْلَمُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والمفعول محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، وانظر الإعراب على قراءة الفعلين بالياء في الآية رقم [٦٦] من سورة (العنكبوت) ففيها فضل زيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>