وإنجازه والوفاء به. {(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ)}: لا يحملنك على الطيش، والخفة، والقلق، أو الجهل.
{الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ:} لا يؤمنون بالبعث، والحساب، والمجازاة في يوم القيامة على الأعمال، إن خيرا؛ فخير، وإن شرا؛ فشر، فهم كافرون شاكون ضالون، لا يستغرب منهم ذلك. هذا؛ وقرئ بتخفيف النون، كما يقرأ بالقاف، فيكون المعنى لا يفتننك، فيملكوك، ويكونوا أحق بك من المؤمنين، وهذا على سبيل الفرض، والتقدير، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{فَاصْبِرْ:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، التقدير: إذا علمت حالهم، وتبين لك كفرهم، وضلالهم فاصبر. (اصبر): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره:
«أنت»، والمتعلق محذوف. انظر الشرح، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر ب «إذا»، والجملة الشرطية مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {وَعْدَ:}
اسمها، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {حَقٌّ:} خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة.
{يَسْتَخِفَّنَّكَ:} فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، أو الخفيفة في محل جزم ب:(لا) الناهية، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة:{لا يُوقِنُونَ} صلة الموصول، وجملة:{وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ..}. إلخ معطوفة على جملة:(اصبر...) إلخ لا محل لها مثلها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم. وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم، والحمد لله رب العالمين.
انتهت سورة الروم، شرحا وإعرابا، بحمد الله وتوفيقه والحمد لله رب العالمين.