للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ. {وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ} أي: في الدنيا بعد فراركم. {إِلاّ قَلِيلاً:} المعنى: وإن نفعكم الفرار من الحرب، والقتال مع الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فتأخر موتكم لم يكن ذلك التأخير، والتمتيع في الدنيا إلا قليلا، وهو مدة انقضاء آجالكم.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه، تقديره: «أنت». {لَنْ:} حرف نفي، ونصب، واستقبال. {يَنْفَعَكُمُ:} مضارع منصوب ب‍: {لَنْ،} والكاف مفعول به. {الْفِرارُ:}

فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {فَرَرْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {مِنَ الْمَوْتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما.

{أَوِ:} حرف عطف. {الْقَتْلِ:} معطوف على ما قبله، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه وهو ظاهر، والكلام في محل نصب مقول القول. {وَإِذاً:} الواو: حرف عطف. (إذا):

حرف جواب وجزاء. {لا تُمَتَّعُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو نائب فاعله، و {لا:} نافية. {إِلاّ:} حرف حصر.

{قَلِيلاً:} صفة مفعول مطلق، أي تمتيعا قليلا، أو صفة زمان محذوف، أي: زمانا قليلا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول أيضا.

هذا؛ وقدر الجلال في الآية رقم [٧٣] من سورة (الإسراء) «لو» محذوفة، فيكون التقدير هنا: لو فعلتم الفرار؛ لا تمتعون إلا قليلا. قال الجمل معلقا على قول الجلال هناك: (إذا) حرف جواب، وجزاء يقدر: ب‍: «لو» الشرطية كما فعل الشارح، وعبارة السمين: (إذا) حرف جواب، وجزاء، ولهذا تقع أداة الشرط موقعها، وقوله: {لاتَّخَذُوكَ} أي: في سورة (الإسراء):

جواب قسم محذوف، تقديره: والله لاتخذوك... إلخ.

هذا؛ وقال ابن هشام في مغنيه: والأكثر أن تكون جوابا ل‍: «إن»، أو «لو» مقدرتين، أو ظاهرتين، فالأول كقول كثير عزة: [الطويل] لئن جاد لي عبد العزيز بمثلها... وأمكنني منها، إذا لا أقيلها

وهذا هو الشاهد رقم [١٩] من كتابنا فتح القريب المجيب. وقول قريط بن أنيف: [البسيط] لو كنت من مازن لم تستبح إبلي... بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا

إذا لقام بنصري معشر خشن... عند الحفيظة، إن ذو لوثة لانا

وهذا هو الشاهد رقم [٢٠] من الكتاب المذكور. هذا؛ وقال الفراء: حيث جاءت بعدها اللام، فقبلها «لو» مقدرة؛ إن لم تكن ظاهرة، وهذا هو القول الفصل انتهى. أقول: وهو يريد لام التوكيد، ولا النافية مثلها. هذا؛ ويبقى الكلام المقدر، والمذكور في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>