للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرا لحال الزوج المطلق، قال تعالى في الآية رقم [٢٣٦] من سورة (البقرة): {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}. {وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً} أي: أطلقكن طلاقا حسنا، وذلك بأن يكون سنيا، وهو: أن يقع في طهر غير مجامع فيه، وأيضا مع إعطاء المرأة جميع حقوقها، لا كما يفعله فساق هذا الزمان الذين يؤذون المرأة، ويضارونها حتى يحملوها على التنازل عن كل حقوقها، أو بعضها.

(تعالين): قال ابن هشام في قطر الندى: وأما هات، وتعال، فعدهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال، والصواب: أنهما فعلا أمر، بدليل أنهما دالان على الطلب، وتلحقهما ياء المخاطبة، فتقول: هاتي، وتعالي. واعلم أن آخر (هات) مكسور أبدا، إلا إذا كان لجماعة المذكرين، فإنه يضم، وأن آخر (تعال) مفتوح في جميع أحواله من غير استثناء، تقول: تعال يا زيد، وتعالي يا هند، وتعاليا يا هندان، أو يا زيدان، وتعالوا يا زيدون، وتعالين يا هندات، كل ذلك بالفتح، قال الله تعالى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ..}. إلخ، وقال تعالى: {فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ..}.

إلخ، ومن ثمّ لحنوا أبا فراس الحمداني بقوله: [الطويل] أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا... تعالي أقاسمك الهموم تعالي

وأقول: إن الفعلين «هات، وتعال» ملازمان للأمرية، فلا يأتي منهما مضارع، ولا ماض، وهما بمعنى: «أحضروا، أو احضروا» فالأول متعد، وهو من الرباعي، والثاني لازم، وهو من الثلاثي، وأما تعالى يتعالى؛ فهما بمعنى: تعاظم، يتعاظم، أو بمعنى: تنزه، يتنزه. وقل في إعلال: (تعالوا):

أصله تعالووا، ثم تعاليوا، فحذفت الضمة التي على الياء للثقل، فالتقى ساكنان، فحذفت الياء، وبقيت الواو؛ لأنها ضمير، وبقيت الفتحة على اللام لتدل على الألف المحذوفة.

الإعراب: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ} انظر الآية رقم [١] ففيها الكفاية. {قُلْ:} فعل أمر مبني على السكون، وفاعله مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنت». {لِأَزْواجِكَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُنَّ:}

فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {تُرِدْنَ:} فعل مضارع مبني على السكون، والنون فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان). {الْحَياةَ:} مفعول به. {الدُّنْيا:} صفة {الْحَياةَ} منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، وبعضهم يعتبره مضافا إليه، ولا وجه له البتة. {وَزِينَتَها:} معطوف على ما قبله، و (ها): في محل جر بالإضافة، وجملة: {كُنْتُنَّ..}.

إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَتَعالَيْنَ:} الفاء:

واقعة في جواب الشرط. (تعالين): فعل أمر مبني على السكون، ونون النسوة فاعله.

{أُمَتِّعْكُنَّ:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للطلب، وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف،

<<  <  ج: ص:  >  >>