فأما ما فرض عليه فتسعة: الأول: التهجد في الليل، والمنصوص: أنه كان واجبا عليه، ثم نسخ كما رأيت في الآية رقم [٧٩] من سورة (الإسراء). الثاني: صلاة الضحى. الثالث: صلاة الأضحى. الرابع: الوتر. الخامس: السواك. السادس: قضاء دين من مات معسرا من المسلمين.
السابع: مشاورة ذوي الأحلام في غير الشرائع. الثامن: تخيير النساء. التاسع: إذا عمل عملا؛ أثبته، وكان يجب عليه إذا رأى منكرا؛ أنكره وأظهره؛ لأن إقراره لغيره على ذلك يدل على جوازه.
وأما ما حرم الله عليه صلّى الله عليه وسلّم فجملته عشرة: الأول: تحريم الزكاة عليه، وعلى آله. الثاني:
صدقة التطوع عليه، وفي آله تفصيل باختلاف. الثالث: خائنة الأعين، وهو أن يظهر خلاف ما يضمر. الرابع: حرم الله عليه إذا لبس لأمته أن يخلعها عنه، أو يحكم الله بينه وبين محاربه، الخامس: الأكل متكئا. السادس: أكل الأطعمة الكريهة الرائحة، مثل: البصل، وغيره.
السابع: التبدل بأزواجه، كما ستعرفه في الآية التالية. الثامن: نكاح امرأة تكره صحبته.
التاسع: نكاح الحرة الكتابية. العاشر: نكاح الأمة، ولو مسلمة.
وأما ما أحل له صلّى الله عليه وسلّم فجملته ستة عشر: الأول: صفي المغنم. الثاني: الاستبداد بخمس الخمس، أو الخمس. الثالث: الوصال في الصوم. الرابع: الزيادة على أربع نسوة. الخامس:
النكاح بلفظ الهبة. السادس: النكاح بغير ولي. السابع: النكاح بغير صداق. الثامن: نكاحه في حالة الإحرام. التاسع: سقوط القسم عنه بين الزوجات. وسيأتي في الآية التالية. العاشر: إذا وقع بصره على امرأة وجب على زوجها طلاقها، وحل له نكاحها «وهذا ضعيف غير مسلم».
الحادي عشر: أنه أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها. الثاني عشر: دخوله مكة بغير إحرام.
الثالث عشر: القتال بمكة. الرابع عشر: أنه لا يورث. وإنما ذكر هذا في قسم التحليل؛ لأن الرجل إذا قارب الموت بالمرض، زال عنه أكثر ملكه، ولم يبق له إلا الثلث خالصا، وبقي ملك النبي صلّى الله عليه وسلّم على ما تقرر بيانه في سورة (مريم). الخامس عشر: بقاء زوجيته من بعد موته.
السادس عشر: إذا طلق امرأة تبقى حرمته عليها، فلا تنكح، وأبيح له عليه الصلاة، والسّلام أخذ الطعام، والشراب من الجائع، والعطشان، وإن كان من هو معه يخاف الهلاك على نفسه، لقوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} وعلى كل أحد من المسلمين أن يقي النبي صلّى الله عليه وسلّم بنفسه.
وأبيح له أن يحمي لنفسه، وأكرمه الله بتحليل الغنائم، وجعلت الأرض له مسجدا، وطهورا، وكان من الأنبياء من لا تصح صلاتهم إلا في المسجد، ونصر بالرعب، فكان العدو يخافه من مسيرة شهر، وبعث إلى الخلق كافة، وجعلت معجزاته كمعجزات الأنبياء قبله، وزيادة. انتهى. قرطبي.
الإعراب: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ:} انظر الآية السابقة. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {أَحْلَلْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (إنّ). {لَكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَزْواجَكَ:} مفعول به، والكاف