للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الإمام أحمد عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه-رضي الله عنه-قال: «خرج إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما، فنادى ثلاث مرات، فقال: «أيها الناس تدرون ما مثلي ومثلكم؟». قالوا:

الله ورسوله أعلم، قال صلّى الله عليه وسلّم: «إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم، فبعثوا رجلا يتراءى لهم، فبينما هو كذلك؛ أبصر العدوّ، فأقبل لينذرهم، وخشي أن يدركه العدوّ قبل أن ينذر قومه، فأهوى بثوبه، أيّها الناس! أوتيتم. أيها الناس! أوتيتم». ثلاث مرات. هذا؛ وفي قوله: {بَيْنَ يَدَيْ..}. إلخ استعارة، حيث استعير لفظ اليدين لما يكون من الأهوال، والشدائد أمام الإنسان يوم القيامة، وفي قوله: {مَثْنى وَفُرادى} مقابلة، ومطابقة بينهما، وهذا من المحسنات البديعية.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنت». {إِنَّما:} كافة، ومكفوفة. {أَعِظُكُمْ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنا»، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {بِواحِدَةٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {تَقُومُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: {أَنْ،} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف للتفريق، و {أَنْ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر بدلا من: (واحدة)، أو في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هي قيامكم، أو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أعني قيامكم. ومذهب الزجاج: في محل نصب على نزع الخافض. وأقواها أولها، وقال الزمخشري: عطف بيان على: (واحدة) ورده ابن هشام في المغني بقوله: البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه، وتنكيره. {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مَثْنى وَفُرادى:} حالان من واو الجماعة منصوبان، وعلامة نصبهما فتحة مقدرة على الألف للتعذر. {ثُمَّ:} حرف عطف. {تَتَفَكَّرُوا:} معطوف على: {تَقُومُوا} منصوب مثله.

{إِنَّما:} نافية، معلقة للفعل: {تَتَفَكَّرُوا} عن العمل. {بِصاحِبِكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مِنْ:} حرف جر صلة. {جِنَّةٍ:} مبتدأ مؤخر مرفوع، علامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعول الفعل: تتفكروا، وقال أبو حاتم: الوقف على {تَتَفَكَّرُوا} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وقيل: {إِنَّما} استفهامية، والمعنى: ثم تتفكروا أي شيء به من آثار الجنون، وعليه فالجار والمجرور: {مِنْ جِنَّةٍ} متعلقان بمحذوف حال من:

(صاحبكم)، وهو ضعيف معنى، وتركيبا كما ترى. {أَنْ:} حرف نفي. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {إِلاّ:} حرف حصر. {نَذِيرٌ:} خبر المبتدأ. {لَكُمْ:}

جار ومجرور متعلقان ب‍: {نَذِيرٌ،} أو بمحذوف صفة له. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {نَذِيرٌ،} أو صفة أخرى له، أو هو متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في {لَكُمْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>