للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {مِنّا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والمبتدأ المؤخر محذوف؛ إذ التقدير: وما منّا أحد. أو: وما منّا ملك.

فحذف الموصوف، وأقيمت الصفة مقامه. هذا هو المتبادر والمفهوم من أقوال المفسرين الإجمالي، وعند التأمل يتبين لك: أن الجار والمجرور {مِنّا} متعلقان بمحذوف صفة المبتدأ المحذوف، التقدير: وما أحد منا، والخبر الجملة الاسمية الواقعة بعد {إِلاّ} ومثل هذا منقول عن السمين. ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٤٦]: {مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ،} وقوله تعالى في سورة (مريم) رقم [٧١]: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها..}. إلخ، وأيضا قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٦٧]: {وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ،} وأيضا قوله تعالى في سورة (الجن): {وَأَنّا مِنَّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذلِكَ؛} إذ التقدير في الآيتين: ومنا ناس دون ذلك، ومن الأبيات الشعرية قول سحيم بن وثيل الرياحي: [الوافر]

أنا ابن جلا وطلاّع الثّنايا... متى أضع العمامة تعرفوني

وهذا هو الشاهد رقم [٢٨٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»؛ إذ التقدير: أنا ابن رجل جلا... إلخ، وانظر أيضا الشاهد رقم [٢٩٠] منه، ومثلهما قول تميم بن عقيل: [الطويل]

وما الدّهر إلاّ تارتان فمنهما... أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح

{إِلاّ:} حرف حصر. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَقامٌ:} مبتدأ مؤخر. {مَعْلُومٌ:} صفة له. والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، وهذا عند البصريين، وقال الكوفيون التقدير: وما منا إلا من له مقام، ثم حذف الموصول، وأقيمت الصلة مقامه.

وهو ضعيف لا يعتد به، والجملة الاسمية: {وَما مِنّا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَإِنّا:}

الواو: حرف عطف. (إنا): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَنَحْنُ:} اللام: هي المزحلقة. (نحن): ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {الصَّافُّونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ). هذا؛ وإن اعتبرت الضمير فصلا، لا محل له، فخبر (إنّ) هو: {الصَّافُّونَ،} ودخلت اللام على ضمير الفصل؛ لأنه إذا جاز أن تدخل على الخبر، فدخولها على الفصل أولى؛ لأنه أقرب إلى المبتدأ من الخبر، وأصلها أن تدخل على المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَإِنّا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، وإن اعتبرتها في محل نصب حال من (نا) فلست مفندا، والرابط: الواو، والضمير. والجملة الاسمية: {وَإِنّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} معطوفة عليها، والإعراب بحاله لا يتغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>