{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها..}. إلخ، وقال في ثلاث آيات من سورة (الأعراف) أيضا: {يا بَنِي آدَمَ..}. إلخ، وفي حديث الشفاعة المروي في الصحيحين: أن الناس يأتون آدم، فيقولون له:«يا آدم أنت أبو البشر...». إلخ.
هذا؛ وما قاله داروين من أن أصل البشر بدأ بجرثومة صغيرة، ظهرت على سطح الماء، ثم تحولت إلى حيوان صغير، ثم تدرج هذا الحيوان، فأصبح ضفدعا، فسمكة، فقردا، ثم ترقّى هذا القرد وتمدّن فصار إنسانا، فالإنسان بنظره قرد متمدّن، وهذه النظرية تناقض المنقول، والمعقول، والواقع، فليكن داروين، وأتباعه المقتنعون بنظريته، المتحمسون لها القردة، وأولاد القردة، أما نحن المؤمنون بالقرآن، والمصدقون بما جاءت به الرسل الكرام؛ فلا نرضى إلا أن نكون من نسل آدم عليه السّلام. قال تعالى في سورة (الإسراء) رقم [٧٠]: {وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ..}. إلخ، وقال تعالى في سورة (التين): {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وإذا كانت نظرية داروين صحيحة؛ فلماذا لم يتطور سائر القردة، ويتمدنوا؟ ونحن نعيش في عصر التطور، والتمدن؟!.
هذا؛ وإذا عرفنا أن داروين يهودي الأصل، وأنه دهري ملحد يعتقد بألا خالق لهذا الوجود، ولا صانع لهذا العالم، فهو كافر بكل القيم الروحية التي جاءت بها الشرائع السماوية إذا عرفنا هذا نضرب به وبنظريته وبأتباعه عرض الحائط. هذا؛ وقد قال المرحوم عبد الوهاب النجار بعد أن ناقش هذه النظرية في كتابه قصص الأنبياء: أقول إني كلما فكرت في ذلك جزمت بأن ذلك محال، وقطعت بأن القرد لا بد أن يبقى قردا مدى الدهر، وأن القردة لا تلد إلا قردة.
الإعراب:{إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب بدلا من سابقتها، قال الجمل: وليس من ضرورة البدلية دخولها على نفس الاختصام، بل يكفي اشتمال ما في حيزها عليه ناطقة بذلك تفصيلا. انتهى. أبو السعود، وعبارة السمين قوله:{إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ،} يجوز أن يكون بدلا من {إِذْ} الأولى، وأن يكون منصوبا ب:«اذكر» مقدرا، قال الأول الزمخشري، وأطلق، وقال أبو البقاء الثاني، وأطلق، وأما الشيخ ففصل، وقال: بدل من: {إِذْ يَخْتَصِمُونَ}. هذا إذا كانت الخصومة في شأن من يستخلف في الأرض، وعلى غيره من الأقوال يكون منصوبا ب:«اذكر» مقدرا. انتهى. قلت: وتلك الأقوال: أن التخاصم إما بين الملأ الأعلى، أو بين قريش. انتهى. جمل بتصرف. {قالَ:} فعل ماض. {رَبُّكَ:} فاعل، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لِلْمَلائِكَةِ:}
متعلقان بالفعل قبلهما. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، والياء اسمها. {خالِقٌ:} خبرها، وفاعله مستتر فيه. {بَشَراً:} مفعول به ل: {خالِقٌ}. {مِنْ طِينٍ:} متعلقان بمحذوف صفة: {بَشَراً،} أو هما متعلقان ب: {خالِقٌ،} والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها.