{وَجَعَلَ لِلّهِ أَنْداداً} أي: شركاء في العبادة، جمع ند، وهو المقاوم المضاهي، سواء كان مثلا، أو ضدا، أو خلافا. وقيل: هو الضد. وقيل: هو الكفء، والمثل. {لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ:}
يقرأ بضم الياء من الرباعي، فمفعوله محذوف، ويقرأ بفتح الياء من الثلاثي، فيكون لازما، وانظر الآية رقم [٧١] من سورة (الصافات)، والمراد بسبيله: دينه الذي ارتضاه الله لنفسه كما صرح به في قوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً}. هذا؛ والسبيل: الطريق يذكر، ويؤنث بلفظ واحد، فمن التذكير قوله تعالى:{وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} ومن التأنيث قوله تعالى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ} والجمع على التأنيث: سبول، وعلى التذكير: سبل بضمتين، وقد تسكن الباء، كما في رسل وعسر ويسر، قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف أوله مضموم وأوسطه ساكن، فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله، وذلك مثل: رحم، وحلم، وأسد. انتهى.
{قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ} أي: قل يا محمد لمن هذه حالته، وطريقته، ومسلكه:{تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً} وهو تهديد شديد، ووعيد أكيد، كقوله تعالى في سورة (إبراهيم) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام:{قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النّارِ}. هذا؛ والتمتع:
التلذذ بالشيء، والانتفاع به، ومثله: الاستمتاع، والاسم: المتعة، فهنيئا لمن تمتع، واستمتع بالحلال! وويل، ثم ويل لمن تمتع، واستمتع بالحرام! هذا؛ والمتعة بكسر الميم، وضمها اسم للتمتيع، والزاد القليل، وما يتمتع به من الصيد، والطعام، واللباس، والشراب، ومتعة المرأة:
ما وصلت به بعد الطلاق من نحو قميص، وإزار، وملحفة، قال تعالى:{وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}. هذا؛ والمراد: من الآية الأمر للكافر بأن يتمتع بدنياه قليلا، أو بعبادته الأوثان، أو باتباعه الأهواء، فإنها من قبيل الشهوات؛ التي يتمتع بها.
وفي التهديد بصيغة الأمر إيذان بأن المهدّد عليه كالمطلوب لإفضائه إلى المهدّد به. هذا؛ ولا تنس الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وانظر الآية رقم [١٣٧] من سورة (الصافات).
الإعراب:{وَإِذا:} الواو: حرف استئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {مَسَّ:} فعل ماض. {الْإِنْسانَ:} مفعول به. {ضُرٌّ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على المشهور المرجوح. {دَعا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره:«هو»، يعود إلى:{الْإِنْسانَ}. {رَبَّهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مُنِيباً:} حال من فاعل: {دَعا} المستتر، وفاعله مستتر فيه؛ لأنه اسم فاعل. {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان ب: {مُنِيباً،} وجملة:
{دَعا..}. إلخ جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.