للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحذوف منهما، انظر الكلام على الشاهد رقم [١٠٤٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب».

هذا؛ ويجري في: (تحاجوني) من سورة (الأنعام) رقم [٨٠] ما يجري في {تَأْمُرُونِّي} قراءة، وحذفا. هذا؛ وانظر شرح: «أمر» في الآية رقم [١٢]، وشرح: «العبادة» في الآية رقم [٦٠] من سورة (يس)، وشرح: «الجهل» و «الجاهل» في الآية رقم [٧٢] من سورة (الأحزاب). تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره: «أنت». {أَفَغَيْرَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي. الفاء: صلة. (غير). في إعرابه أوجه: أحدها: هو منصوب ب‍: {أَعْبُدُ} مقدما عليه، وقد ضعف هذا الوجه ابن هشام من حيث كان التقدير: أن أعبد، فعند ذلك يفضي إلى تقديم الصلة على الموصول. وليس بشيء؛ لأن «أن» ليست في اللفظ، فلا يبقى عملها، فلو قدرنا بقاء حكمها؛ لأفضى إلى حذف الموصول، وبقاء صلته، وذلك لا يجوز إلا في ضرورة الشعر. والوجه الثاني: أن يكون منصوبا بالفعل بعده، و {أَعْبُدُ} بدلا منه، بدل اشتمال، وهو الذي أيده ابن هشام، والتقدير: أتأمروني بعبادة غير الله؟! وقدره ابن هشام: أتأمروني بغير الله عبادته. والثالث: أن (غير) منصوب بفعل محذوف؛ أي: أفتلزموني غير الله، وفسره ما بعده؟ وقيل: لا موضع ل‍: {أَعْبُدُ} من إعراب. وقيل: هو حال، والعمل على الوجهين الأولين. انتهى. أبو البقاء. وينبغي أن تعلم: أن الفعل: {أَعْبُدُ} على الوجهين الأولين مؤول بالمصدر بعد حذف «أن» على مثال ما رأيت في الآية رقم [٢٤] من سورة (الروم): {وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ..}. إلخ هذا؛ وقرئ بنصب: {أَعْبُدُ،} ومثل الآية الكريمة في كل شيء قول طرفة بن العبد، وهو الشاهد رقم (٧١٤) من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، وهو من معلقته رقم [٦٠]: [الطويل]

ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى... وأن أشهد اللّذّات هل أنت مخلدي؟

و (غير) مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {تَأْمُرُونِّي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به.

{أَعْبُدُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنا» وانظر محل الفعل بمفرده، ومحله مع فاعله فيما تقدم. {أَيُّهَا:} منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب بأداة النداء المحذوفة، و (ها): حرف تنبيه لا محل له، أقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه.

{الْجاهِلُونَ:} نعت ل‍: (أي): هنا؛ لأنه مشتق، فهو مرفوع تبعا للفظه، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون بدل من التنوين في الاسم المفرد. هذا؛ والآية كلها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>