نواهيه، وزواجره. هذا؛ و (نعم) فعل ماض جامد لإنشاء المدح، وضدها:«بئس» لإنشاء الذم، قال في المختار: نعم منقول من: نعم فلان (بفتح النون، وكسر العين): إذا أصاب النعمة، وبئس منقول من: بئس فلان (بفتح الباء، وكسر الهمزة): إذا أصاب بؤسا، فنقلا إلى المدح، والذم، فشابها الحروف، فلم يتصرفا، وفيهما أربع لغات: نعم، وبئس (بكسر فسكون) وهي أفصحهن، وهي لغة القرآن. ثم نعم، وبئس (بكسر أولهما، وثانيهما) غير أن الغالب في نعم أن يجيء بعدها «ما» كقوله تعالى: {نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ} وبئس جاءت بعدها «ما» على اللغة الفصحى، كقوله تعالى:{بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ}. واللغة الثالثة: نعم، وبئس (بفتح فسكون) والرابعة:
نعم، وبئس (بفتح فكسر) وهي الأصل فيهما.
ولا بد لهما من شيئين: فاعل، ومخصوص بالمدح، أو الذم، ويشترط في الفاعل أن يكون مقرونا بأل، كما في قوله تعالى:{نِعْمَ الْعَبْدُ،} أو مضافا لمقترن بها، كما في قوله تعالى:
{فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ} وكما في الآية التي الكلام فيها، والقول بفعليتهما إنما هو قول البصريين، والكسائي بدليل دخول تاء التأنيث عليهما في قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«من توضّأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل». وقال الكوفيون إلا الكسائي: هما اسمان بدليل دخول حرف الجر عليهما في قول أعرابي؛ وقد أخبر بأن امرأته ولدت بنتا له:(والله ما هي بنعم الولد، نصرها بكاء، وبرّها سرقة) وقول غيره: (نعم السّير على بئس العير) وأوله البصريون على حذف كلام مقدر؛ إذ التقدير:(والله ما هي بولد مقول فيه: نعم الولد) و (نعم السير على عير مقول فيه: بئس العير) والمعتمد في ذلك قول البصريين، ويلزم على قول الكوفيين جر الولد، والعير بسبب الإضافة، والرواية فيهما بالرفع لا غير.
الإعراب:{وَقالُوا:} الواو: حرف عطف. (قالوا): ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الْحَمْدُ:} مبتدأ. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لفظ الجلالة.
{صَدَقَنا:} فعل ماض، و (نا): مفعوله الأول، والفاعل يعود إلى:{الَّذِي} وهو العائد.
{وَعْدَهُ:} مفعول به ثان، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها، وجملة:{وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ} معطوفة عليها، لا محل لها مثلها، وهي مثلها في إعرابها. {نَتَبَوَّأُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، والجملة الفعلية في محل نصب حال من:(نا)، والرابط: الضمير فقط. {مِنَ الْجَنَّةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما.
وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له. {حَيْثُ:} ظرف مكان مبني على الضم في محل نصب على الظرفية متعلق بالفعل قبله، وأجيز اعتباره مفعولا به، وجملة:{نَشاءُ} مع المفعول المحذوف في محل جر بإضافة (حيث) إليها، وجملة:{وَقالُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {فَنِعْمَ:} الفاء: حرف استئناف. (نعم): فعل ماض جامد لإنشاء المدح.