للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ والإضلال: خلق فعل الضلال في العبد. والهداية: خلق فعل الاهتداء في العبد. هذا هو الحقيقة عند أهل السنة، وقد يعترض بعض الناس على خلق فعل الضلال في العبد، فيقول:

إذا لا مؤاخذة على العبد! والجواب: أن معنى خلق... إلخ تقدير ضلاله، وهذا التقدير مبني على علم الله الأزلي بأن العبد لو ترك وشأنه؛ لم يختر سوى الكفر والضلال، ولذا قدره الله عليه، هذا بالإضافة إلى اختياره الضلال بعد أن بين الله للناس الخير والشر، والحسن والقبيح، كما قال تعالى في سورة البلد: {وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ} أي: بينا له طريق الخير، والشر. وخذ ما يلي:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله خلق الخلق في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور؛ اهتدى، ومن أخطأه؛ ضلّ». أخرجه الترمذي. وهذا فحوى قوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [٢٩]: {فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ}.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم، وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: والله، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف، تقديره: أقسم، واللام: واقعة في جواب القسم. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {جاءَكُمْ:} فعل ماض، والكاف مفعول به. {يُوسُفُ:}

فاعل، والجملة الفعلية جواب القسم، لا محل لها، وانظر الآية رقم [٦٢] من سورة (يس). {مِنْ قَبْلُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وبني قبل على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا، لا معنى. {بِالْبَيِّناتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {يُوسُفُ،} التقدير: مصحوبا بالبينات. {فَما:} الفاء: حرف عطف. (ما): نافية. {زِلْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {فِي شَكٍّ:} متعلقان بمحذوف خبر (زال)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {شَكٍّ،} أو بمحذوف صفة له، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍: (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا بالباء.

{حَتّى:} حرف ابتداء. {إِذا:} انظر الآية رقم [١٢]. {هَلَكَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {يُوسُفُ}. والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها. {قُلْتُمْ:} فعل، وفاعل. {لَنْ:} حرف نفي ونصب واستقبال. {يَبْعَثَ اللهُ:} فعل مضارع منصوب ب‍: {لَنْ} وفاعله. {مِنْ بَعْدِهِ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {رَسُولاً،} كان صفة له، انظر الآية رقم [١٣]. {رَسُولاً:} مفعول به، وجملة: {لَنْ يَبْعَثَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْتُمْ..}. إلخ جواب {إِذا،} و {إِذا} ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له، والأخفش يعتبر {حَتّى} جارة هنا والمقام يؤيده؛ إذ المعنى: استمر الشك في قلوبكم إلى أن هلك يوسف قلتم... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>