للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد: وكل نار. انتهى. قرطبي. هذا؛ والطبع: الختم، وهو التأثير في الطين، ونحوه، فاستعير هنا لعدم فهم القلوب ما يلقى عليها، وإذا طبع على قلب إنسان؛ فلا تؤثر فيه حينئذ الموعظة، ولا تجدي معه النصيحة، قال تعالى في كثير من الآيات: {وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ}. والطبع: السجية، والخلق؛ الذي طبع عليه الإنسان، والطبيعة مثله، وجمع الأول:

طباع، وجمع الثاني: طبائع. هذا؛ والطبع: تدنس العرض، وتلطخه، يقال: طبع السيف: إذا دخله الجرب من شدة الصدأ، وطبع الرجل، فهو طبع: إذا أتى عيبا. يقال: نعوذ بالله من طمع يدني إلى طبع؛ أي: إلى دنس. قال ثابت بن قطنة: [البسيط]

لا خير في طمع يدني إلى طبع... وعفّة من قوام العيش تكفيني

الإعراب: {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدلا من {مِنْ؛} لأنه بمعنى: الجمع. أو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أذم، أو أعني. أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين. أو هو في محل رفع مبتدأ خبره ما بعده.

{يُجادِلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {فِي آياتِ:} متعلقان بما قبلهما، و {آياتِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {بِغَيْرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (غير) مضاف، و {سُلْطانٍ} مضاف إليه. {أَتاهُمْ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى: {سُلْطانٍ،} والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر صفة: {سُلْطانٍ}.

{كَبُرَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير المصدر المفهوم من: {يُجادِلُونَ،} أو هو ضمير يعود على ما بعده، وهو التمييز، نحو: نعم رجلا زيد، وبئس غلاما عمرو. {مَقْتاً:} تمييز.

{عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {مَقْتاً،} أو بمحذوف صفة له، و {عِنْدَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {عِنْدَ:} معطوف على ما قبله، و {عِنْدَ} مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية بعده مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها، وجملة: {كَبُرَ مَقْتاً..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ: {الَّذِينَ} على وجه مر ذكره، ومستأنفة على اعتباره تابعا لما بعده، أو منصوبا بفعل محذوف.

{كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف، خبر مبتدأ محذوف، التقدير: الأمر كذلك، أو هما متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله بعده، التقدير: يطبع الله... طبعا مثل الطبع الذي يطبعه الله على قلوب الذين يجادلون في آيات الله... إلخ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {يَطْبَعُ اللهُ:} مضارع، وفاعله. {عَلى كُلِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {كُلِّ} مضاف، و {قَلْبِ} مضاف إليه، و {قَلْبِ} مضاف، و {مُتَكَبِّرٍ} مضاف إليه، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف، التقدير: على كل قلب شخص متكبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>