القيامة؛ قالوا: لا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة. وقال السدي: أي: نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا، وأولياؤكم في الآخرة. انتهى. قرطبي. وقال البيضاوي: نلهمكم الحق في الدنيا، ونحملكم على الخير بدل ما كان الشيطان يفعل بالكفرة الفجرة.
{وَلَكُمْ فِيها} أي: في الجنة. {ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ} أي: من الملاذ، والكرامات، والدرجات، والنعيم المقيم، والخير العميم. {وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ:} ما تطلبون، وتتمنون، وانظر إعلال {تَدَّعُونَ} في سورة (يس) رقم [٥٧] فإنه جيد. وشرح {الْحَياةِ الدُّنْيا} و {الْآخِرَةِ} في سورة (الزمر) رقم [٢٦]. {نُزُلاً:} هو ما يعد للنازل؛ أي: للضيف، ونحوه من طعام، وشراب، وإكرام. قال أبو السعد الضبي:[الطويل]
وكنّا إذا الجبار بالجيش ضافنا... جعلنا القنا والمرهفات له نزلا
هذا؛ وذكر أبو البقاء: أنه يجوز أن يكون جمع: نازل، كما قال الأعشى في معلقته رقم [٦٧]. [البسيط]
إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا... أو تنزلون فإنّا معشر نزل
الإعراب:{نَحْنُ:} ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. {أَوْلِياؤُكُمْ:} خبره، والكاف في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {فِي الْحَياةِ:} متعلقان به. {الدُّنْيا:} صفة: {الْحَياةِ} مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، {وَفِي الْآخِرَةِ:} معطوفان على ما قبلهما، والجملة الاسمية:{نَحْنُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وهي من كلام الملائكة. {وَلَكُمْ:} الواو: حرف عطف. (لكم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {تَشْتَهِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {أَنْفُسُكُمْ:} فاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والعائد محذوف، التقدير: ولكم فيها الذي تشتهيه أنفسكم، والجملة الاسمية {وَلَكُمْ فِيها..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، وإعراب:
{وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ} مثلها بلا فارق، وهي معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {نُزُلاً:} حال من قوله: {ما تَدَّعُونَ،} وقيل: مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: أنزلناه نزلا. وقال الجلال: منصوب ب «جعل» مقدرا، والمعتمد الأول. {مِنْ غَفُورٍ:} متعلقان بمحذوف صفة:
{نُزُلاً،} وأجيز تعليقهما بالفعل {تَدَّعُونَ،} التقدير: تطلبونه من جهة غفور رحيم، كما أجيز تعليقهما بما تعلق به الظرف في (لكم) من الاستقرار؛ أي: استقر لكم من جهة غفور رحيم. قال أبو البقاء: فيكون حالا من {ما}. انتهى. جمل. {رَحِيمٍ:} بدل من سابقه.