للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المختلفين في أمور الدين، فيثيب المطيع يوم القيامة، ويعاقب المسيء. {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} أي:

اعتمدت عليه في جميع أموري، وأحوالي. {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ:} أرجع في أموري كلها إلى الله.

هذا؛ والتوكل: تفويض الإنسان الأمر إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه وضره. وقالوا:

المتوكل: من إن دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله تعالى. فعلى هذا إذا وقع الإنسان في محنة، ثم سأل غيره خلاصه منها، لم يخرج عن حدّ التوكل؛ لأنّه لم يحاول دفع ما نزل به عن نفسه بمعصيته الله تعالى، وإنّما هو من تعاطي الأسباب في دفع المحنة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَمَا:} الواو: حرف استئناف. (ما): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {اِخْتَلَفْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله. {فِيهِ:} متعلقان به. {مِنْ شَيْءٍ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المجرور ب‍: (في) والعائد على (ما)، و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها. {فَحُكْمُهُ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط.

(حكمه): مبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {إِلَى اللهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. هذا؛ وإن اعتبرت (ما) اسما موصولا مبتدأ؛ فالجملة الفعلية: {اِخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ} صلتها، والجملة الاسمية: {فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ} خبرها، واقترن الخبر بالفاء؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم، وعلى الاعتبارين فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{ذلِكُمُ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {اللهِ:} عطف بيان، أو بدل من اسم الإشارة. {رَبِّي:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ ويجوز أن يكون {اللهِ} الخبر، و {رَبِّي:} خبر ثان، أو بدل، أو يكون صفة لله تعالى، و {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} الخبر. انتهى. عكبري. هذا، وقال الجمل: {ذلِكُمُ:} مبتدأ. {اللهِ:} خبر أول. {رَبِّي:} خبر ثان. {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ:} ثالث. {وَإِلَيْهِ أُنِيبُ:} رابع. {فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} خامس. {جَعَلَ لَكُمْ:} سادس. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ:} سابع. {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ:} ثامن. {لَهُ مَقالِيدُ..}.

إلخ: تاسع. {يَبْسُطُ الرِّزْقَ..}. إلخ: عاشر. {شَرَعَ لَكُمْ..}. إلخ: حادي عشر. انتهى. نقلا عن شيخه، وهذا يتناقض مع حرف العطف في بعض الجمل لفظا، وإن سلم معنى. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {تَوَكَّلْتُ:} فعل، وفاعل. {وَإِلَيْهِ:} متعلقان بما بعدهما.

{أُنِيبُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>