للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الرجل، والمرأة. والقرينة تبين الذكر، والأنثى. ويقال لها أيضا: زوجة، وحذف التاء منها أفصح إلاّ في الفرائض، فإنّها بالتاء أفصح؛ لتوضيح الوارث. هذا؛ والزوج: القرين. قال تعالى: {اُحْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} أي: وقرناءهم، الآية رقم [٢٢] من سورة (الصافات) والزوج: ضد الفرد، وكل واحد منهما يسمى زوجا أيضا، يقال للاثنين: هما زوجان، وهما زوج، كما يقال: هما سيان، وهما سواء، وقال تعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أي: من كل نوع ذكرا وأنثى، الآية رقم [٤٠] من سورة (هود)، وقال تعالى: {ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ..}.

إلخ الآية رقم [١٤٣] من سورة (الأنعام). والمعنى: ثمانية أفراد، والزوج الصنف والنوع، قال تعالى في سورة (لقمان) رقم [١٠]: {فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} أي: صنف من النبات.

وقال تعالى في سورة (الحج) رقم [٥]: {فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}. هذا؛ والأنعام: جمع: نعم، وهو يشمل المأكول من الإبل، والبقر، والغنم، والماعز.

{يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} أي: يخلقكم وينشئكم في الرحم، ولم يتقدم له ذكر، وقال البيضاوي:

أي: في هذا التدبير، وهو جعل الناس، والأنعام أزواجا، يكون بينهم التوالد، وقال أيضا:

{يَذْرَؤُكُمْ} يكثركم، من: الذرء، وهو البث، وفي معناه الذر، وضمير الخطاب للناس، والأنعام على تغليب المخاطبين العقلاء، وهو قول ابن هشام في المغني. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ:} قيل: إن الكاف زائدة للتوكيد؛ أي: ليس مثله شيء، ومثله قول خطام المجاشعي وهو الشاهد رقم [٣٢٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الرجز]

وغير ودّ جاذل أو ودّين... وصاليات ككما يؤثفين

فأدخل على الكاف كافا تأكيدا للتشبيه. وقيل: المثل: زائدة للتوكيد. وهو قول ثعلب:

أي: ليس كهو شيء، نحو قوله تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} رقم [١٣٧] من سورة (البقرة) قال أوس بن حجر: [المتقارب]

وقتلى كمثل جذوع النخي‍... ل يغشاهم مطر منهمر

أي: كجذوع. والذي يعتقد في هذا الباب: أنّ الله جلّ اسمه في عظمته، وكبريائه، وملكوته، وحسنى أسمائه، وعليّ صفاته لا يشبه شيئا من مخلوقاته، ولا يشبّه به، وإنّما جاء مما أطلقه الشرع على الخالق والمخلوق، فلا تشابه بينهما في المعنى الحقيقي؛ إذ صفات القديم جلّ وعزّ بخلاف صفات المخلوق؛ إذ صفاتهم لا تنفكّ عن الأغراض، والأعراض، وهو تعالى منزه عن ذلك، بل لم يزل بأسمائه، وبصفاته. وقد قال بعض العلماء المحققين: التوحيد إثبات ذات غير مشبهة للذوات، ولا معطلة من الصفات. وزاد الواسطي-رحمه الله تعالى-بيانا، فقال: ليس كذاته ذات، ولا كاسمه اسم، ولا كفعله فعل، ولا كصفته صفة إلاّ من جهة موافقة

<<  <  ج: ص:  >  >>