للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع إلى الله بالتوبة والإنابة، وأقبل عليه بالعبادة والطاعة. هذا؛ وانظر شرح {الدِّينِ} في سورة (الصافات) رقم [٢٠]، وانظر التعبير ب‍: (أوصينا) ونحوه في سورة (يس) رقم [٥٠]. وفي الآية الكريمة التفات من الغيبة إلى التكلم. انظر الالتفات في سورة (الصافات) رقم [١٣٧] فإنّه جيد.

وانظر (الوحي) في الآية رقم [٧].

الإعراب: {شَرَعَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} تقديره: «هو». {لَكُمْ مِنَ الدِّينِ:} كلاهما متعلقان بالفعل قبلهما. وقيل: {مِنَ الدِّينِ:} متعلقان بمحذوف حال. ولا وجه له. والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. وقد رأيت فيما سبق جواز اعتبارها خبرا عاشرا لقوله: {ذلِكُمُ} في الآية رقم [١٠]. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. هذا؛ وإن علقت: {مِنَ الدِّينِ} بمحذوف مفعول به؛ التقدير: بين الله لكم، وسنّ طريقا واضحا من الدين؛ فتكون {ما} مفسرة للمفعول المحذوف، و (من) بيان للمفسّر، والمفسّر جميعا. {وَصّى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف، والفاعل يعود إلى الله. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {نُوحاً:} مفعول به، والجملة الفعلية صلة: {ما،} أو صفتها. {وَالَّذِي:} الواو: حرف عطف. (الذي): اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على: {ما}. {أَوْحَيْنا:} فعل، وفاعل. {إِلَيْكَ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية صلة الموصول، والعائد محذوف، التقدير: الذي أوحيناه إليك.

{وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب أيضا، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا بالباء.

{أَنْ:} حرف تفسير؛ لأنّها سبقت بجملة فيها معنى القول دون حروفه، وأجيز اعتبارها مصدرية. {أَقِيمُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محلّ لها على اعتبار: {أَنْ} تفسيرية، وتؤول مع: {أَنْ} بمصدر على اعتبارها مصدرية، وهذا المصدر المؤول في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو إقامة الدين، وتكون هذه الجملة مفسرة لجملة: {وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ..}. إلخ. وأجيز اعتبار المصدر المؤول بدلا من الموصول، فيكون في محل نصب، أو بدلا من: {الدِّينِ} فيكون في محل جر. وفي أبي السعود: ومحل: {أَنْ أَقِيمُوا} إمّا النصب على أنّه بدل من مفعول {شَرَعَ،} والمعطوفين عليه، أو الرفع على أنّه جواب عن سؤال نشأ من إبهام المشروع، كأنّه قيل: وما ذاك؟ فقيل: هو إقامة الدين. وقيل: هو بدل من ضمير: {بِهِ} وليس بذاك؛ لأنّه مع إفضائه إلى خروجه من حيّز الإيحاء إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، مستلزم لكون الخطاب في قوله تعالى: {وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} للأنبياء المذكورين، عليهم الصلاة، والسّلام، وتوجيه النهي إلى أممهم تمحل ظاهر، مع أنّ الظاهر: أنّه متوجه إلى أمته صلّى الله عليه وسلّم، وأنهم المتفرقون، كما ستحيط به خبرا. انتهى. جمل. {الدِّينِ:} مفعول به. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): ناهية جازمة. {تَتَفَرَّقُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لا)

<<  <  ج: ص:  >  >>