للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تغير بشرة الوجه؛ كان كذلك الحزن، والغم يظهر أثرهما على الوجه، وهو الكمودة؛ التي تعلو الوجه عند حصول الغم، والحزن، فثبت بهذا: أنّ البشارة لفظ مشترك بين الخبر السار، والخبر المحزن، فصحّ قوله تعالى في سورة (النحل): {وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} ولكن قد تستعمل البشارة بالشر، وبما يسوء على سبيل التهكم، والاستهزاء، كما في هذه الآية، وهو كثير في القرآن الكريم.

هذا؛ والفعل: «يسمع» من الأفعال الصوتية، إن تعلق بالأصوات؛ تعدى إلى مفعول واحد، وإن تعلق بالذوات؛ تعدى إلى اثنين، الثاني منهما جملة فعلية مصدرة بمضارع من الأفعال الصوتية، مثل قولك: سمعت فلانا يقول كذا. وهذا اختيار الفارسي. واختار ابن مالك، ومن تبعه أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حال؛ إن كان المتقدم معرفة، وصفة؛ إن كان نكرة، مثل قولك: سمعت رجلا يقول كذا.

الإعراب: {وَيْلٌ:} مبتدأ. {لِكُلِّ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها، و (كل): مضاف، و {أَفّاكٍ} مضاف إليه، وهو صفة لموصوف محذوف، التقدير: لكل شخص أفاك. {أَثِيمٍ:} صفة ثانية للموصوف المحذوف. {يَسْمَعُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: شخص أفاك، والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية للموصوف المحذوف، أو هي في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم، وهو أقوى. {آياتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، و {آياتِ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {تُتْلى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، ونائب الفاعل مستتر تقديره: «هي» يعود إلى: {آياتِ اللهِ} والجملة الفعلية في محل نصب حال من: {آياتِ اللهِ} والرابط: الضمير فقط، والعامل في الحال اسم الإشارة. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {ثُمَّ:} حرف عطف. {يُصِرُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى:

(كل أفّاك) والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {يَسْمَعُ..}. إلخ. {مُسْتَكْبِراً:} حال من الفاعل المستتر. {كَأَنْ:} حرف مشبه بالفعل مخفّف من الثقيلة، واسمه ضمير الشأن محذوف، التقدير:

كأنه. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَسْمَعْها:} مضارع مجزوم ب‍: {لَمْ} والفاعل يعود إلى: (كل أفاك)، و (ها): مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {كَأَنْ،} والجملة الاسمية في محل نصب حال ثانية من فاعل: {يُصِرُّ} المستتر، والرابط: ضمير الشأن المحذوف. {فَبَشِّرْهُ:} الفاء: حرف عطف على رأي من يرى جواز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأراها الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر، التقدير:

وإذا كان ذلك حاصلا منه فبشره. (بشّره): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به. {بِعَذابٍ:} متعلقان به. {أَلِيمٍ:} صفة: (عذاب)، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر ب‍: «إذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>