الإعراب:{وَإِذا:} الواو: حرف استئناف. (إذا): انظر الآية رقم [٢٥]. {قِيلَ:} فعل ماض مبني للمجهول. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {وَعْدَ:} اسمها، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {حَقٌّ:} خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل رفع نائب فاعل:
{قِيلَ}. أفاده ابن هشام في مغنيه، وهذا يكون جاريا على القاعدة العامة:«يحذف الفاعل، ويقام المفعول به مقامه» وهذا لا غبار عليه، وقد ذكرت لك فيما مضى مرارا: أنّ بعضهم يعتبر نائب الفاعل ضميرا مستترا، تقديره:«هو» يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل، أو هو محذوف، يدلّ عليه المقام؛ أي: وقيل قول، وبعضهم يعتبر الجار والمجرور (لهم) المقدر هنا، والمذكور في غير هذه الآية في محل رفع نائب فاعل، والمعتمد الأول، وأيده ابن هشام في المغني حيث قال: إنّ الجملة التي يراد بها لفظها يحكم لها بحكم المفردات؛ ولهذا تقع مبتدأ، نحو «لا حول ولا قوة إلاّ بالله كنز من كنوز الجنة». ونحو:«زعموا مطيّة الكذب»، وجملة:{قِيلَ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذا) إليها. {وَالسّاعَةُ:} الواو: حرف عطف. (الساعة): يقرأ بالنصب عطفا على: {وَعْدَ اللهِ،} ويقرأ بالرفع، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: الابتداء، وما بعدها من الجملة المنفية خبرها.
الثاني: العطف على محل اسم {إِنَّ؛} لأنه قبل دخولها مرفوع بالابتداء. الثالث: أنه عطف على محل {إِنَّ} واسمها معا؛ لأن بعضهم كالفارسي، والزمخشري يرون: أن ل: {إِنَّ} واسمها موضعا، وهو الرفع بالابتداء. انتهى. جمل نقلا عن السمين.
{لا رَيْبَ فِيها} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٢٦] وهي في محل رفع خبر (الساعة) على رفعها، ويكون العطف عطف جملة اسمية على مثلها، وهي معطوفة على كلمة:{حَقٌّ} على نصب «الساعة»، على جميع الوجوه المعتبرة فيها. {قُلْتُمْ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية جواب (إذا)، لا محلّ لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له. وقيل: معطوف على ما قبله؛ لأنه من جملة ما يقال لهم، ولا بأس به. {ما:} نافية. {نَدْرِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره:«نحن»، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {ما:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، أو خبر مقدم. {السّاعَةُ:} خبر المبتدأ، أو مبتدأ مؤخر. والجملة الاسمية في محل نصب سدّت مسدّ مفعولي:{نَدْرِي،} والجملة الفعلية هذه في محل نصب مقول القول.
{إِنَّ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {نَظُنُّ:} فعل مضارع، والفاعل تقديره:«نحن».
{إِلاّ:} حرف حصر. {ظَنًّا:} مفعول مطلق، قال الفارسي، التقدير: إن نحن إلاّ نظن ظنا؛ لأن الاستثناء المفرغ لا يكون في المفعول المطلق التوكيدي، لعدم الفائدة فيه، قال ابن هشام في الرد عليه: وأجيب بأن المصدر في الآية نوعي، على حذف الصفة؛ أي: إلاّ ظنا ضعيفا.
انظر الشاهد رقم [٥٤٩] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». هذا؛ وعلى تقدير الفارسي؛ فالجملة